آية الله BBC

الکاتب :عايدالشمري

كانت قناة BBC الناطقة بالفارسية تحظى بمتابعة واهتمام شعبي في إيران وكانوا يعتبرونها منبراً إعلامياً حراً للناطقين بالفارسية ولكن بعد الثورة الخضراء في إيران عام 2009م أطلق عليها الشباب الإيراني “آية الله BBC” حيث وقفت القناة بجانب نظام ملالي طهران وقبلت بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح أحمدي نجاد وقتها، حيث لم تنقل قناة BBC فارسي ما يجري من قتل وتنكيل ارتكبه النظام بحق الشباب الإيراني بل نافست في الكذب قناة العالم والتلفزيون الرسمي الإيراني مع أنها قناة تابعة لهيئة الإذاعة البريطانية ولها ثقل بالداخل والخارج.

قناة BBC فارسي تغص بكوادر تشبعت بالعنصرية الفارسية التي تدعي أنها معارضة لنظام الملالي ولكنها في الحقيقة مع الدولة الإيرانية ومع الحفاظ على الأمن القومي الإيراني وتكن العداء للسعودية بالذات حتى لو ادعوا غير ذلك، وترفض الخوض فيما تتعرض له الشعوب غير الفارسية في جغرافية ما يسمى إيران من انتهاكات بل أكاد أقسم بالله أنه لو حدثت حرب مع إيران سيلتحق معظمهم في الحرس الثوري الإيراني، فبعد عاصفة الحزم ظهر ما في قلوبهم من حقد خلال مقابلات صحفية وتلفزيونية لأن مشروع إيران التوسعي الكبير تدمر على يد سلمان الحزم.

نهج هذه القناة لا يختلف جوهرياً عن الخطاب الرسمي في طهران عندما يتعلق الأمر بالقضايا العربية ويهتمون كثيراً بتغطية القضايا العربية بعيداً عن أي موضوعية ومصداقية ويغضون الطرف عن التدخلات الإيرانية بالمنطقة، كل هذا بسبب وجود عدد كبير من الصحفيين الإيرانيين البارزين الذين غادروا إيران لأهداف مختلفة، كما يضم كادر القناة مسؤولين سابقين كباراً في الإعلام الإيراني في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي من ضمنهم عطاء الله مهاجراني (وزير الثقافة)، وعلي أصغر رمضان بور رئيس القسم الثقافي في وزارة الثقافة والإعلام وحسين باستاني رئيس دائرة العلاقات العامة في مكتب خاتمي ومستشاره الإعلامي.

كذلك يتخذ التيار الإصلاحي من قناة BBC فارسي قاعدة لقيادة وسائل الإعلام الأخرى مثل دويتشه فيله الألمانية وراديو صوت أمريكا وراديو فردا وراديو زمانه (هولندا) ورسم الخطوط العريضة لخطاب النخبة الإيرانية في الخارج، وشكّل خروج مئات الصحفيين منذ 2009 رصيداً مثالياً لتطوير المنابر الإعلامية.

كذلك منعت طهران من خلال هذه الخلايا التي تدعي المعارضة، الجماعات المعارضة الأخرى من الوصول إلى المنابر الإعلامية العالمية وكانت سبباً في التعتيم على القضايا التي تراها معارضة للأمن القومي الإيراني والتي تتعارض مع المصالح القومية الفارسية كقضية الأحواز المحتلة والأذريين الأتراك والبلوش والأكراد والتركمان السُنة.

مسلسل تواجد عملاء إيران لم يقتصر على القنوات الناطقة بالفارسية فقط بل امتد إلى القنوات الإخبارية الناطقة بالعربية وصنعوا لوبيات وتكتلات لصالح نظام طهران وستكون محور المقالات القادمة.
نقلاً عن الریاض
المقالات و الآراء المنشورة على موقع قناة كلمة الفضائية تنشر لإعلام القراء عن آراء الآخرين ولاتعبر بالضرورة عن رأي أصحاب الموقع

شاهد أيضاً

القدر

فضائل ليلة القدر

مَنْزلتها: مِن نِعَم الله – سبحانه وتعالى – على هذه الأمة أنْ جعل لها مواسمَ …