شف الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، لـ «المصرى اليوم»، عن أن القوة البحرية غير المأهولة والتي سيتم نشرها في مياه الخليج العام الجاري، ستكون بمثابة «فرق كشافة» للقوات الأمريكية في المنطقة.
وردا على سؤال لـجريدة «المصرى اليوم» المصرية، حول طبيعة تلك القوة غير المأهولة، أوضح الجنرال كوريلا، من مقر قيادة القوات المركزية الامريكية، في ولاية فلوريدا الامريكية، أن القيادة المركزية الأمريكية شكلت مؤخرًا ثلاث فرق عمل للابتكار للانخراط في مواجهة التهديدات البحرية في الخليج العربي، احد تلك الفرق هي فرقة العمل 59 أو Task Force 59 والتي سوف تتكون من 100 وحدة سيتم نشرها خلال العام الجاري 2023 فوق وتحت مياه الخليج، وتحمل هذه الوحدات غير المأهولة أجهزة استشعار تجمع كميات هائلة من البيانات، قائلا: سيسمح لنا نشر تلك الوحدات غير المأهولة برؤية افضل للممرات المائية الدولية التي تعتبر بالغة الأهمية للمنطقة والعالم.
وتابع قائد القيادة المركزية الأمريكية، أن نشر الاسطول غير المأهول سوف يمكن الولايات المتحدة من استخدام أنظمتها المأهولة بشكل أكثر كفاءة واستراتيجية، حيث من المقرر أن تقوم هذه الوحدات بجمع البيانات من خلال أجهزة الاستشعار، ثم يتم استخلاص هذه البيانات وتحليلها من خلال منصات الذكاء الاصطناعي، لتتشكل في النهاية صورة أوضح بكثير لبيئة التشغيل في الخليج، فضلا عن انها ستمكننا من استخدام أكثر كفاءة لمنصاتنا المأهولة، قائلا: ستكون مثل تلك الوحدات بمثابة فرق كشافة متقدمة لأصولنا المأهولة.
وبسؤال قائد القيادة المركزية الأمريكية، عن الدول المشاركة في القوة البحرية غير المأهولة، أوضح أن هدف الولايات المتحدة هو أن تكون 80٪ من تلك القوة أو الأسطول المكون من 100 وحدة غير مأهولة، من حلفاء وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة، على أن تمثل مساهمة الولايات المتحدة نسبة 20 ٪ الباقية من حجم تلك القوة البحرية، على أن يتم نشر تلك القوة خلال العام المقبل سواء على سطح البحر أو تحت سطح البحر مكتفيا بالإشارة إلى أن واشنطن تتعاون مع جميع دول المنطقة تقريبا حول تلك القوة البحرية غير المأهولة.
وشدد قائد القيادة المركزية الأمريكية، على انه تم تجهيز كل وحدة بحرية مُسيًرة بأجهزة استشعار مختلفة، لتراقب هذه المستشعرات الحركة فوق وتحت سطح البحر، لتحديد السفن الطبيعية وغير الطبيعية ذات الأهمية، على أن يضطلع الاسطول البحري المُسيًر بمهمة مراقبة نشاط الاف السفن التي تمر عبر الممرات المائية في المنطقة بشكل يومي، مشيرا إلى انه عند اكتشاف هذه الوحدات المُسيرة غير المأهولة نمطًا غير طبيعي أو شيئًا يبدو غير عادي، مثل سفينة تسير في مسار غير طبيعي أو في مسار مرتبط بنشاط غير مشروع، تنقل تلك البيانات إلى مركز العمليات، وعندئذ يمكن للبشر داخل مركز العمليات توجيه الأنظمة المأهولة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وكانت القيادة المركزية الامريكية، قد أعلنت خلال وقت سابق، عن انشاء قوة بحرية مُسيّرة غير مأهولة فوق وتحت مياه الخليج ، تحت اسم الـ قوة-59، وجرى إطلاق «القوة-59» في سبتمبر 2021 في البحرين، مقر الأسطول الخامس الامريكي، بهدف دمج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي في عمليات الشرق الأوسط بعد سلسلة من هجمات الطائرات بدون طيار ضد بعض السفن، اتهمت إيران بالضلوع فيها، وعلى مدار العام الماضي، قامت فرقة العمل 59 بتشغيل سفن سطحية غير مأهولة في المياه الخليجية لأكثر من 25000 ساعة.
التهديدات الإيرانية
وحذر الجنرال كوريلا، من أن إيران تواصل تقويض الأمن والاستقرار الإقليميين من خلال مجموعات الميليشيات وقدرات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والتهديدات الروتينية للممرات المائية الدولية، ونشر الأسلحة لشبكتها من الوكلاء والشركات التابعة لها، والاستيلاء على الشحن في المياه الدولية، حيث تواصل طهران نشر الفوضى من خلال مجموعات تعمل بالوكالة تمولها طهران، لافتا إلى أن هذه الجماعات المتحالفة مع إيران تشارك وتضرب بشكل روتيني القوات الأمريكية وشركائنا في العراق وسوريا، مضيفا ولأكثر من 40 عامًا، قام النظام الإيراني بتمويل ودعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية بقوة وتحدى المعايير الدولية من خلال القيام بأنشطة خبيثة مع زعزعة الاستقرار ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضًا الأمن العالمي والتجارة.
ونبه إلى أن الطائرات الإيرانية بدون طيار تشكل تهديدا للمنطقة بأسرها، حيث تمتلك إيران ترسانة من أنظمة الطائرات بدون طيار تتراوح من وحدات صغيرة وقصيرة المدى إلى وحدات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الحديثة.
وكشف قائد القيادة المركزية الامريكية، عن أن إيران تبني طائرات بدون طيار أكبر حجما، يمكنها أن تطير لمسافات أطول مع حمولات مميتة بشكل متزايد، مشيرا إلى الولايات المتحدة تنظر إلى الطائرات بدون طيار اليوم بنفس الطريقة التي كانت تنظر لها إلى العبوات الناسفة أثناء الصراعات الأولية في العراق وأفغانستان.