للكاتبة: فوزية رشيد
اد مهمة حين يجعل مشكلة النووي هي مشكلة الكيان الصهيوني والغرب! وعليها وعليهم التصرف وحدهم حيال ذلك من دون أن يدخل الخليج في الحرب لتدار بعدها اللعبة من بعيد كعادة الولايات المتحدة التي اعتادت الاستثمار جيدا في الحروب والأزمات والحروب بالوكالة!
{ لا الخليج ولا المنطقة تحتمل أزمة كبرى أخرى وبشكل فادح كحرب تدميرية بين الأطراف! فيما أمريكا تتفرج من على بعد آلاف الكيلومترات وتصنع أزمات جديدة بعدما مرت به المنطقة والعالم من أزمات الأوبئة وسخونة الأجواء الراهنة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية! وخاصة أن إدارة بايدن – أوباما لا تزال تراهن على اقتناص الفرص لإيقاع المزيد من الضرب على سيناريو تقسيم الدول العربية وإسقاط الأنظمة! بل تجدد رهانها على الإخوان ليحكموا شمال إفريقيا العربي فيما المخطط هو محاولة جعل مرتزقة إيران يتحكمون في الخليج والعراق ولبنان وسوريا! وحيث الرهان لا يزال يراود المخيلة الصهيونية رغم أزمات الإخوان من جهة وأزمات إيران وأتباعها من جهة أخرى!
{ التحالف السري الذي كتب عنه «بارسا» الكاتب الإيراني الذي هو جزء من اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة كشفت الوقائع مؤخرا عن فصل آخر فيه وهو ما تكشف عن علاقة إيران بقادة القاعدة وداعش ووجودهم داخل أراضيها على مراحل مختلفة! العلاقة ذاتها الاستخباراتية أقامتها أمريكا بل هي من صنعت داعش وهذا يحيلنا إلى العلاقة المتداخلة بين القاعدة وداعش من جهة وبينهما وبين إيران والولايات المتحدة من جهة أخرى! وهي العلاقة التي تكشف الرابط الخفي بين الجانبين في رعاية الإرهاب الذي أصاب براءة المنطقة العربية!
{ الصلة ذاتها الخفية تحيط بالعلاقة بين إيران والكيان الصهيوني رغم غضب الأخير من قرب امتلاك الملالي للسلاح النووي! ولكن لغة الوقائع توضح أن التهديد (كلامه) بينهما دائما يثمر ضرب العرب (واقعا) وفي هذا كلام كثير منه أن إيران لم تطلق رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني رغم استفزازاته ضدها على أراضيها وعلى الأرض السورية! ومثلها يفعل أتباعها وعلى رأسهم «حزب إيران اللبناني» الذي هو في الواقع يحمي الحدود مع الكيان من أية مقاومة حقيقية!
{ الحرب إذًا هي في النهاية ستكون استنزافية لدول الخليج التي تسجل أفضل المعدلات التنموية وخاصة السعودية وحيث حرب تحرير اليمن من الإرهاب الحوثي لم تصل بعد إلى الشواطئ المأمونة!
لا أحد يستفيد في المرحلة الراهنة تحديدا من اندلاع حرب في الخليج إلا الكيان الصهيوني وسادة أمريكا! هؤلاء يريدون في النهاية بلدانا مدمرة أكثر فأكثر ليسهل تطويعها للأجندات الأكبر لديهم في المواجهة مع روسيا والصين!
(الخليج العربي الذي يريد إعادة بناء نفسه وتحالفاته على أسس جديدة هو تحديدا مالا يعجب سادة الحروب والأزمات في العالم) الذين لا يهمهم إلا مصالحهم وأجنداتهم القائمة على الهيمنة والسيطرة ولا يهمهم أبدا إن تدمرت دول وأبيدت شعوب أو دخلت رحلة الشتات! هذه الشعوب هي التي لا تريد حربا أخرى في الخليج!
نقلا عن “اخبار الخليج”