قال رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي إن الحوار السعودي الايراني الذي استضافه العراق تطرق إلى الملفات كافة، بما في ذلك اليمن وموضوع الحوثيين، ولبنان، مشيراً إلى أنه “كان صريحاً وشاملاً مثمراً”.
وذكر الكاظمي، في حوار مع رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط” غسان شربل، أن الحوار “كان مبنياً على الصراحة والوضوح”، وأوضح أنه “حصل اعتراف بحدوث أخطاء بينها ما حصل للسفارة السعودية في طهران”، مضيفاً: “كان هناك اتفاق على بناء عناصر الثقة بينهما في المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى الحوار الدبلوماسي وعودة العلاقات”.
وبيّن أن “مؤتمر بغداد”، في عام 2021، أسفر عن الحوار السعودي الإيراني، مضيفاً: “من هنا انطلقت فكرة الحوار، وحصلت جلسات حوار بغداد لدعم هذا الحوار.. هذه كلها إنجازات تُحسب للعراق”.
ورأى رئيس الوزراء العراقي السابق أن الحوار بين الرياض وطهران شهد “تقدماً” في العراق، لافتاً إلى أن “أول تقدم أنهم التقوا للمرة الأولى وجهاً لوجه، وتكلموا بكل صراحة”، ونبّه إلى أن “الإيرانيين سمعوا وجهة النظر السعودية، وسمع السعوديون وجهة النظر الإيرانية”.
وأوضح أن الحوار السعودي الإيراني كان على مستوى رؤساء الأجهزة، و”تناولت المفاوضات قضايا متعددة وكانت ناجحة جداً، وحققنا تقدماً كبيراً ووصلنا إلى المرحلة النهائية”، لافتاً إلى أنه كان يحضر الجلسات ويديرها داخل “مكان سري في بغداد”، مشدداً على أن الجلسات كانت تستمر أحياناً 5 أو 6 ساعات.
وشدد رئيس الوزراء العراقي السابق على أهمية استمرار الحوار بين البلدين، ورأى أن “نجاح الحوار السعودي الإيراني ساعد على التهدئة في المنطقة”، مرجعاً السبب إلى أن “السعودية دولة مهمة جداً في المنطقة، وإيران دولة مهمة في المنطقة، وهما جارتان مسلمتان، والمصالح المشتركة كثيرة بينهما”.
وأكد الكاظمي أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان داعماً للحوار السعودي الإيراني، وكان “يبحث عن مشتركات منذ فترة طويلة”.