الدول المشمولة بقرار “ترامب”.. مواقف متباينة من الرد إلى التجاهل

تصاعدت الردود المحلية والدولية (على المستويين المؤسساتي والشعبي) المناهضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، الخاص بالمنع المؤقت للاجئين ومواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.

إلاّ أن الردود الرسمية الصادرة عن الدول المشمولة ضمن القرار، تباينت بين المعاملة بالمثل، وحفظ ماء الوجه، وتجاهل الرد بالكامل.

الدول المعنية، تبنّت إحداها خيار “المعاملة بالمثل”، وأخرى دعت إلى “التراجع عن الخطوة”، وثالثة أعلنت احتجاجها، ورابعة أعربت عن استيائها، بينما آثرت الثلاثة المتبقية الصمت.

ووقع ترامب، الجمعة الماضية، أمرا تنفيذياً يقضي بتعليق السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة لمدة 4 أشهر، وحظر دخول البلاد لمدة 90 يوماً على مواطني سوريا والعراق وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن.

– السودان:

وأول خطوات الرد اتخذها السودان، في اليوم التالي للقرار (السبت)، إذ أعربت الخارجية السودانية عن “الأسف” لقرار الرئيس الأمريكي تقييد دخول رعاياها إلى الولايات المتحدة.

وذكرت الخارجية في بيان وصل الأناضول نسخة منه إنه “لمن المؤسف حقا أن القرار جاء متزامنا مع إنجاز البلدين لخطوة تاريخية مهمة برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية الأمريكية عن السودان”.

وجاء قرار ترامب بعد نحو أسبوعين من قرار سلفه باراك أوباما، برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على الخرطوم منذ 20 عاما، مع الإبقاء عليه في قائمة الدول الراعية للإرهاب بجانب عقوبات عسكرية أخرى.

وأشار البيان إلى أن “السودانيين المقيمين بالولايات المتحدة يمتازون بالسمعة الطيبة، واحترام القوانين الأمريكية، والبعد عن النشاطات الإرهابية والأعمال الإجرامية”.

– إيران:

وفي اليوم ذاته (السبت)، أعلنت إيران عن نيتها اتخاذ قرار “المعاملة بالمثل”، وأنها ستحظر دخول الأمريكيين إلى البلاد، ردا على الحظر الذي أعلنه ترامب على دخول مواطني إيران.

وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان نشرته وكالة “إرنا” الرسمية، إنه “على الرغم من احترام الشعب الأمريكي والتمييز بينه وبين السياسات العدائية للحكومة الأمريكية، ستطبق إيران مبدأ المعاملة بالمثل، إلى أن يتم رفع القيود الأمريكية المهينة ضد المواطنين الإيرانيين”.

وأوضحت أنه “من أجل مراقبة تنفيذ القرار (منع دخول الأمريكيين للبلاد)، واتخاذ التدابير المناسبة بما يتطابق مع المصالح الوطنية (…) تم تشكيل آلية في وزارة الخارجية بمشاركة الأجهزة ذات الصلة”.

واعتبرت الخارجية قرار ترامب، “إهانة صريحة للعالم الإسلامي وللشعب الإيراني”.

– اليمن

جاء الرد اليمني بعد يومين من القرار الأمريكي، عبر بيان للخارجية وآخر صادر عن السفارة اليمنية لدى واشنطن، الأول يعرب عن “الاستياء” والثاني يدعو الرعايا اليمنيين إلى عدم مغادرة الولايات المتحدة.

وخاطبت السفارة مواطنيها عبر بيان أصدرته الأحد قائلة: “تابعتم للأسف قرار إيقاف السفر إلى أمريكا لمواطني سبع دول من بينها بلادنا، مع إيقاف جميع التأشيرات السياحية والعلاجية باستثناء التأشيرات الدبلوماسية”.

وأضاف البيان أنه “على إثر ذلك ننصح بعدم السفر خارج أمريكا للمتواجدين فيها حتى يتم استيضاح التفاصيل”.

وتابع بالقول: “نرجوا التواصل مع الشؤون القنصلية بالسفارة في حال وجود أية حالات عالقة في المطارات الأمريكية”.

فيما عبرت الخارجية اليمنية عن استيائها لقرار ترامب، وقالت إن مثل هذه القرارات “تدعم موقف المتطرفين”.

– العراق:

وبعد أربعة أيام من صدور القرار الأمريكي، تعارضت طبيعة الرد في بغداد بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، إذ فضّلت الأولى “دعوة إدارة ترامب إلى التراجع عن قرارها”، بينما طالبت الثانية تطبيق “مبدأ المعاملة بالمثل”.

فيوم الإثنين، طالبت الخارجية العراقية، الرئيس الأمريكي، بإعادة النظر بقرار منع دخول العراقيين إلى الولايات المتحدة، واصفة القرار بـ”الخاطئ”.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إن وزارته “تعبر عن أسفها واستغرابها” من قرار الرئيس الأمريكي المتضمن تقييد إجراءات دخول حملة الجنسية العراقية للولايات المتحدة.

فيما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة يوم الثلاثاء، إن “العراق يحارب إرهاباً جاء من خارج حدوده، بدلاً عن دول العالم، وقرار الرئيس ترامب، مفاجئ لنا، لأنه مبني على أساس الوضع الماضي في العراق وليس اليوم”.

والأحد الماضي، دعت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، الحكومة إلى التعامل مع الجانب الأمريكي بالمثل، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر البرلمان، عضو اللجنة، حنان الفتلاوي، وعدد من أعضاء اللجنة.

و قالت الفتلاوي، إن “لجنة العلاقات الخارجية، تدعو الحكومة العراقية إلى التعامل بالمثل مع الجانب الأمريكي، بعد قرار ترامب، منع تأشيرة الدخول عن العراقيين”.

– ليبيا:

لم يصدر من حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، أي موقف من قرار ترامب، إلا مساء أمس الأربعاء، عندما وصف محمد سيالة وزير الخارجية القرار بأنه “غير عادل وينبغي مراجعته”.

وأضاف سيالة، في مقابلة مع التلفزيون الليبي أن “تِلْكَ الأفعال تمثل تمييزا عنصريا على أساس الدين ولا تراعي حقوق الإنسان”.

– سوريا:

لم يعلق النظام السوري على قرار ترامب، بشكل رسمي، لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، دعا الإثنين الماضي، اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم من دون التطرق إلى قرار ترامب، المثير للجدل.

– الصومال:

التزمت “الصمت”، إذ لم تقدم على إصدار أي ردود، تعكس كيفية تلقيها القرار الأمريكي الأخير.

– دول أخرى:

وانتقد زعماء عدة دول على غرار ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد والدنمارك وسويسرا وإندونيسيا قرارات الرئيس الأمريكي بهذا الخصوص، وطالبوه بالتراجع عنها.

كما حذرت منظمات ومؤسسات وشركات أمريكية ودولية من القرار، فيما احتجّ ضده آلاف المتظاهرين، في عدة مدن ومطارات في الولايات المتحدة.

شاهد أيضاً

أيرلندا

أيرلندا تدخل قضية الإبادة الجماعية في غزة

قالت حكومة أيرلندا، بينما تعرب عن قلقها البالغ إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، إنها ستشارك …