الملك سلمان: نؤمن بسعة الشريعة الإسلامية وحفظها للحقوق والحريات المشروعة

أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن بلاده حرصت على تقديم أنموذج يحتذى لحماية الحقوق والحريات المشروعة، وتحقيق الرفاه والتنمية الشاملة للمجتمع، بما يتوافق مع القيم الإسلامية.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، في افتتاح المؤتمر الدولي للاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة، الذي يعقده المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي، بمكة المكرمة الأحد (19 مارس 2017).
وشدد العاهل السعودي، على أهمية مراعاة الخصوصية الدينية التي تميز الأمة الإسلامية عن الأمم الأخرى، في المعايير المعرِّفة لحقوق الإنسان في الأنظمة الأساسية، أو الدساتير التي تحكم الدول الأخرى والأنظمة الفرعية التي تنظم وتكفل الحقوق والحريات فيها، بحيث نأخذ منها ما يلائم هذه الخصوصية ولا ننجرف إلى ما يخالف شرعنا الحنيف.
وأكد العاهل السعودي أن حرية التعبير فرع أصيل من المفهوم الكلي للحرية المشروطة في الإسلام، حيث خلق الله الناس أحرارا وتفضل عليهم بنعمه فأكرمهم، لافتا إلى أن الشريعة الإسلامية حررت الإنسان من كل عبودية، عدا عبوديته لخالقه، شريطة الالتزام بالضوابط التي شرعها الله سبحانه وتعالى، بما يحقق صلاح حاله في دنياه وأخراه.
ونوه العاهل السعودي، بما سبق للمجمع الفقهي أن أكده في دورته التاسعة، من أن حرية التعبير حق مصان في الإسلام، وفقا لضوابط الشريعة ومن أهمها: أن تكون الغاية مرضاة الله تعالى، وخدمة مصالح المسلمين، وأن لا يتضمن الرأي أي تهجم على الدين أو شعائره، أو شرائعه ومقدساته.
وأضاف: إلى جانب التزام الموضوعية والصدق والنزاهة والتجرد عن الهوى، والمحافظة على مصالح المجتمع وقيمه، وعدم الإخلال بالنظام العام للأمة، أو إحداث الفرقة بين المسلمين، وأن تكون وسيلة التعبير مشروعة مع عدم الإساءة للغير، ومراعاة قاعدة التوازن بين المصالح والمفاسد، وأن يكون الرأي مستندا إلى مصادر موثوقة، وأن يتجنب ترويج الإشاعات.
ودعا العاهل السعودي العلماء والمؤثرين إلى التركيز على إبراز المزايا التي يقدمها الإسلام في الحفاظ على كرامة الإنسان والحرص على إسعاده، وتنمية الفضائل فيه وتوجيهه حو الخير والنفع، وأن يعرضوا حقوق الإنسان في صورتها الكاملة المترابطة، حقوقا وضوابط.
وسيناقش مؤتمر “الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومُحْكَمَات الشريعة”، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي عدداً من الموضوعات المهمة المتعلقة بالاتجاهات الفكرية وتجليتها على ضوء أحكام الشريعة الإسلامية، وستكون فاتحة المجال للحوار والنقاش حول قضاياه الفكرية التي تهدف إلى وضع إطار مُحْكَمٍ لها، يضمن حرية التعبير مع احترام الثوابت الشرعية.