داعش.. “بروباجندا” صنعها الإعلام الصهيونى

دولة لا وجود لها على الأرض، جاءت من غياهب ودهاليز مخابرات ثلاثى أضواء المسرح الدولى، CIA  الأمريكية، MI6  البريطانية  والموساد الإسرائيلى ظهرت على السطح منذ ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب في سوريا، وتم تدعيمها سرًا من المخابرات الغربية.

دائماً ما نجد أخبار تلك “الدولة المزعومة” فى شبكات الإعلام الغربية فقط, مثل جريدة الديلى ميل وتليجراف البريطانيتان, وسى إن إن الأمريكية وغيرها من وسائل الإعلام حيث يصفون جميعاً ذلك الكيان المزعوم بما يسمى “دولة” على الرغم من عدم اعتراف أي دولة فى العالم بها نهائيًا، وفى الوقت ذاته ترفض نفس وسائل الإعلام الغربية وصف فلسطين بنفس الكلمة.

تخطيط بعيد المدى

الفارق الوحيد بين القوى الكبرى والدول العربية يكمن فى التخطيط بعيد المدى، فالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تخططان لفترة قد تمتد حتى 100 عام قادمة فى حين أن الدول العربية لا تخطط للمستقبل فحسب بل لاتزال تعيش فى الماضى.

تسير القوى الكبرى بواسطة منظومة تشمل هدف رئيسى يليه أهداف مرحلية تتغير بتغير الظروف الإقليمية والدولية، ويساعدها بالطبع التفوق التكنولوجى الرهيب الذى جعل الفارق بين الدول العربية والغربية فى صالح الأخيرة مما يجعلها تفرض شروطها فى الوقت والزمان الذى تحدده فى حين أن الدول العربية، أو بالأصح الدولة العربية الوحيدة الصامدة بعد إنهيار الدول العربية وهى مصر، تكتفى بمحاولة صد الهجوم الشرس عليها وعلى شقيقاتها العربيات بالإمكانات المتاحة لديها فى الوقت الراهن.ه

الهدف الرئيسى للولايات المتحدة ومن ورائها هو “تشكيل حكومة عالمية موحدة يحميها جيش موحد”، وهذا الهدف موجود منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية ولم ولن يتغير أبداً، بل لا نكذب إذا قلنا ان إنشاء الولايات المتحدة ذاتها كان تحقيقاً لذلك الهدف , حيث كان لابد من إنشاء دولة عظمى تمتلك مساحة أرض كبيرة وتكنولوجيا فائقة وخبرات كبيرة حتى تستطيع فرض سياستها بالقوة الجبرية على دول العالم، لذا كان ولا يزال الصراع دائراً لهدم الإتحاد السوفييتى حتى تنفرد أمريكا بحكم العالم وتفرض شروطها، مع ملاحظة أن مقر الحكومة العالمية الذى يتم الإعداد له سوف يكون فى القدس، لتصبح إسرائيل هى القوة العظمى المتحكمة فى العالم.

الأهداف المرحلية:

1- تدمير الأديان كلها بما فيها المسيحية واليهودية والإسلام وأى دين سماوى، وإستخدام الفئات المتطرفة فى كل دين سماوى لخلق صراع مع الأديان الأخرى وبالطبع فإن هدم الكعبة المشرفة هو الهدف الأسمى والذى يتم الإعداد له حالياً ليكون بإيدى المسلمين أنفسهم.

2 – إلغاء جيوش الدول فى العالم وتحويلها إلى مجموعات قتالية لمحاربة الإرهاب ودمج تلك المجموعات فى جيش عالمى موحد يكون هو المسيطر دول العالم، وجاء حلف “الناتو” ليكون نواة هذا الجيش الذى تم تشكيله بالفعل بهدوء ودون صخب وبرضاء أغلب دول العالم.ه

3- محاربة روسيا والصين عن طريق عمل تكتل دولى يجمع بين أمريكا والغرب مع الدول العربية والإسلامية التى يتم جمعها تحت راية حلف إسلامى يطلق عليه إسم “الخلافة الإسلامية” لخداع الشعوب المسلمة حتى إذا ما فرغت أمريكا من روسيا والصين، تتحول الى تدمير الحلف الإسلامى.

4- السيطرة على شعوب العالم عن طريق التحكم فى الغذاء والطاقة، وبالطبع فإن الموت هو نهاية كل من يجرؤ على تحدى النظام العالمى الجديد.

القاعدة وعش النمل

تسير المخابرات الغربية وفق خطة طويلة الأجل لتفتيت المنطقة العربية لصالح إسرائيل لكن عن طريق “الحرب بالوكالة” أى جعل غيرهم ينوب عنهم فى الحرب  وهو ما يستدعى وجود منعدمى العقول الذين يندفعون وراء عواطفهم دون تفكير مثل ما حدث فى أفغانستان التى إستخدمت فيها الولايات المتحدة المجاهدين العرب والأفغان لكسر أنف الدب الروسى دون خسارة جندى امريكى واحد فى المعركة.

تعتمد الـ CIA على خطة دائمة لا تتغير تدعى “عش النمل”، وتنطلق تلك الخطة من السؤال التالى..( ماذا تفعل إذا هاجم بيتك قطعان من النمل متفرقين فى جميع الغرف؟).. الحل البديهى هو القضاء على النمل بالمبيد الحشرى، لكن المشكلة فى ذلك الحل هو التكلفة العالية والإجهاد الكبير الناتج عن تتبع النمل فى أرجاء البيت، الولايات المتحدة وجدت الحل فى إنشاء عش للنمل فى مكان ما تختاره بعناية، يجعل كل النمل يأتى مسرعاً، وبالتالى يمكن القضاء عليه بسهولة بعد تجميعه فى مكان واحد بل ويمكن مراقبته والسيطرة عليه، وإختراقه أيضاً.

وهو ما حدث بالفعل عندما خلقت الولايات المتحدة عشّاً بالفعل فى أفغانستان، فأتى النمل مسرعاً من كل مكان تحت رعاية الولايات المتحدة ذاتها وحلفاءها فى الشرق الأوسط وعلى رأسهم الرئيس الراحل السادات فى مصر، والجنرال ضياء الحق فى باكستان، وهنا يجب ان نسجل ملحوظة جديرة بالذكر وهى النهاية المأساوية لكل من الرئيسين الراحلين الذين إنتهى دورهما فى المرحلة اللاحقة، كما يجب أن نذكر أن ميلاد “تنظيم القاعدة” كان فى أفغانستان وكان له دور فى تلك المرحلة إكتمل بأحداث 11سبتمبر التى قرر بعدها الأمريكيين إنهاء دوره عن طريق الإعلان عن قتل أسامة بن لادن وإلقاء جثته فى البحر.

الغريب بل والعجيب أن النمل لا يتعلم أبداً من أخطاء الماضى، فبعد أن إنتهت الحرب فى أفغانستان، عادت ريما لعادتها القديمة، وقررت الولايات المتحدة خلق عشاً آخر للنمل، وهو إنشاء موديل حديث من “تنظيم القاعدة” إسمه “داعش” لكنه هذه المرّة بمواصفات مختلفة يصلح لتحقيق نصراً محدوداً على الأرض ومن ثمّ تسليط الضوء عليه إعلامياً حتى لو كان هذا التنظيم نمراً من ورق.

السيطرة على العقول

ظهر هذا المفهوم منذ قديم الأزل حيث يتم فيه التحكم فى طريقة التفكير الفرد أو المجموعة ويتم تنفيذه بطريقتين :ه

الأولى تمارس على الشعوب وتشمل تلك السيطرة التحكم فى الإعلام لغسل أدمغة الرأى العام وتوجيهه دون ان يشعر وهو ما يحدث بالفعل عند الحديث عن “داعش” حيث أطلق الإعلام الأمريكى والصهيونى لفظ “دولة” على تنظيم ضعيف يدعى “داعش” ليرسخ مفهوم الدولة الغير موجود أساساً على الأرض تمهيداً لما هو قادم، وبالطبع فإن وسائل الإعلام العربية تنقل الآن لفظ “دولة” وتتداوله بكل بساطة ليترسخ فى ذهن الشعوب العربية أن داعش بالفعل دولة ولها جيش فى حين أن التنظيم عبارة عن مرتزقة من شتى بلاد العالم لا يتفقون لا فى اللغة ولا فى الدم أو العادات والتى من المفترض أن تكون أول مقومات الدولة.

الطريقة الثانية

كانت تمارس بشكل فردى على المعتقلين إلا أنها تطورت الآن بشكل كبير يصعب تصديقه، حيث بدأت الولايات المتحدة فى بداية الخمسينيات إستخدام طرق غير تقليدية فى السيطرة على الخصوم المعتقلين وبرمجتهم لإعادة توجيههم بما يخدم السياسة الأمريكية، وذكر الصحفى والباحث الفرنسى “فرانك دانينو” فى المركز الفرنسى للأبحاث والذى كان كان يعمل كأخصائى فى إستخبارات الولايات المتحدة وحرب المعلومات فيها، أنه جرى إطلاق أكثر من 100 برنامج فى كلاً من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا تختص بالسيطرة على المعتقلين، حيث حملت هذة البرامج أسماء رمزية كالطائر الأزرق “Bluebird” و ” “Artishoke” إلا أن أشهر تلك المشاريع كان مشروع مونارك أو ” MK ULTRA ” والذى ظهر على السطح الحديث عنه إثر تأليف لجنة عام 1975 للتحقيق فى تجاوزات وكالة المخابرات الأمريكية حيث ظهرت بعض الأوجه المظلمة لهذا البرنامج بعد 15 عاماً من إطلاقه.

وأكدت هذا الكلام كاثى أوبراين فى كتابها الشهير “تحول امريكا” وهى الناجية الوحيدة المعلنة التي شُفيت من آثار عملية “مونارك” السرية للتحكم في العقل البشري حيث ذكرت بالتفاصيل التحكم الحكومي الرسمي للولايات المتحدة الامريكية في عقول عملاء المخابرات.

ويتضمن برنامج MK-ULTRA الذي تجريه المخابرات الامريكية CIA بسرية إجراء تجارب لإزالة الشخصية الحقيقية للفرد عن طريق معالجة كهربائية خاصة ومن ثم خلق وبرمجة شخصيات متفرقة وموزعة إلى أقسام مختلفة في العقل وهذا يجعل الخاضع للعملية مهوساً بأفكار معينة يتم تحديدها وبرمجتها مسبقاً، وهو ما يفسر مايفعله مجرمى داعش الذين يقتلون ويذبحون بدم بارد دون أدنى مشاعر إنسانية، وعند البحث والتقصى عن ماضيهم نجد أن أغلبهم تم إعتقاله فى معتقلات أمريكية كسجن أبو غريب أو تم إعتقاله فى أحد مراكز الأعتقال  فى جوانتانامو حيث كانت تتم برمجتهم بأحدث الطرق والوسائل التى لا يتخيلها أحد.ه

ومما يؤكد هذا الكلام ما فجّره “إدوارد سنودن” العميل السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكى عندما نشر تسريبات على موقع “ذى إنترسيبت” أكدت تعاون  أجهزة مخابرات 3 دول هى أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لخلق تنظيم إرهابى قادر على إستقطاب المتطرفين من جميع انحاء العالم، كما كشفت التسريبات أن أبو بكر البغدادى كان بالفعل معتقلاً لدى الأمريكيين وأخضعوه لدورة مكثفة إستمرت لمدة عام كامل قبل أن يطلقوه ليظهر كزعيم لتنظيم داعش وينصب نفسه خليفة  للمسلمين.

الأهداف الأمريكية الصهيونية التى تعمل داعش على تحقيقها:

1- تفتيت البقية الباقية من جيوش الدول العربية.

2- إشعال حرباً مذهبية جديدة فى الشرق الأوسط ، ولن تشعلها إلا فئة متطرفة مثل داعش مع الروافض فى إيران.

3- هدم الكعبة المشرفة رمز الإسلام والمسلمين بأيدى مسلمة فى الظاهر لكنها صهيونية خبيثة فى الباطن، وخلق واقع جديد فى أرض الحرمين يكون نتيجته تفتيت المملكة العربية السعودية وتدويل قضية مكة والمدينة بحيث تصبحان مدناً مقدسة مثل الفاتيكان تحت إشراف هيئة إسلامية دولية وهو ما سوف يجد صدى عند المغيبين كالعادة، وبدأت تصريحات داعش بالفعل لتؤكد أنهم سوف يهدمون الكعبة بحجة انها باتت تعبد من دون الله.

بعد الغزو الأمريكى على العراق تم نهب المتاحف والأماكن الأثرية المفتوحة وتكرر الأمر فى سوريا على يد وكيل أعمال امريكا فى المنطقة وهى داعش التى هدمت قبور الأنبياء.

الحرب الإعلامية الموجهة للشعوب

تعتمد القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل على شن حرباً فعلية على الأرض من خلال تنظيم داعش، وحرباً إعلامية اخرى موجهة للجماهير والشعوب حتى يستقر فى العقل اللاواعى العربى فكر الهزيمة وعدم القدرة على مواجهة داعش وهو ما يثبت أن داعش عبارة عن بالون صهيونى تم تضخيمه خلال عام واحد فقط.

عند تتبع أخبار داعش نجد على سبيل المثال العناوين الآتيه:

-“داعش تنفذ الأحكام بالساحات وتنشر مخابراتها بالرقة “وهذا الخبر المنشور على موقع قناة العربية نهاية عام 2013 يوحى للمشاهد والقارىء أن داعش بالفعل دولة ولديها مخابرات فى حين انها مجرد مجموعة من المرتزقة.

-“مليون دولار أرباح داعش يوميا من بيع نفط العراق “عنواناً آخر فى أكبر مواقع إعلامية فى العالم وهى بالترتيب واشنطن بوست الأمريكية والجارديان والديلى ميل البريطانيتان، وهو يمثل إدانه للغرب، فمن يشترى النفط من مجموعة عصابات يؤكد الإعتراف بوجودهم, أو بالأصح يدعمهم بشكل غير مباشر، وهناك المئات من تلك الأخبار المدسوسة خصيصاً لنفخ فقاعة داعش فى وجه المشاهد العربى.

– أصدرت داعش صحيفة إلكترونية ناطقة باسمها باللغتين العربية والإنجليزية تحت مسمى “دابق” وهى سابقة لم تحدث من قبل مع تنظيم القاعدة، ووزعت الصحيفة في بعض المناطق التى تسيطر عليها داعش فى سوريا كما وزعت عبر البريد الإلكتروني و ذكرت مصادر مقربة من تنظيم الدولة في العراق والشام أن صحيفة ناطقة باللغتين العربية والإنكليزية، تحت اسم “خلافة2” من شأنها تناول أفكار دولة البغدادي ونشرها على نطاق أوسع وتعريف العالم بأهداف الدولة  وهى سابقة تعتبر الأولى من نوعها وتؤكد وجود اجهزة مخابارت قوية خلف داعش، فلايمكن بأى حال من الأحوال أن يكون هذا التنظيم مجرد مقاتلين قادمين من عدة دول فحسب، بل هناك دعماً واسعاً من خلف الستار.

شاهد الفيديو

كاثى أوبراين تفضح  المشروع الأمريكى للسيطرة على العقول.

شاهد أيضاً

إيران تلتقط ذراع حزب الله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

علي الأمين  كاتب لبناني م تفرُغ إيران بعد من مواجهة تداعيات التطورات الدرامية السريعة المباغتة، …