اندلاع مجدد للإحتجاجات الجماهيرية في ايران

تجربة الاحتجاجات الجماهيرية الايرانية في يناير الماضي، وضعت سؤالا رئيسيا امام المعارضين و المؤيدين للنظام الايراني، هل هناك احتمالية أن تندلع احتجاجات مشابهة لهذه الاحتجاجات في المستقبل؟.
الإجابة على هذا السؤال يفرض إجابة على هذا السؤال أولا، هل الاوضاع الاقتصادية و المعيشية والحياتية للشعب الايراني تغيرت في غضون الشهور الماضية و اتجهت نحو التحسن، أو أنه لم تتحسن فقط بل ازدادت سوءا و انحدرت نحو الهاوية؟.
بالنظر السريع لوضعية الشعب الايراني ندرك قضية مهمة للغاية و هي أن الشعب الايراني يبتعد يوما بعد يوم عن أحلامه و آماله و يرتفع تدريجيا جدار شك الشعب وريبته و عدم ثقته بالحكومة و النظام الحالي.
نعم، كان الكثير يشك في اندلاع مجدد للإحتجاجات الجماهيرية، ولكن الان و باندلاع الاحتجاجات مجددا وانطلاقا من العاصمة طهران، أدركوا أن الشعب الايراني لاشيئ لديه كي يخسره و عاد أدراجه مجددا لميدان الاحتجاج.
صباح يوم الأثنين ٢٥ يونيو أغلق اصحاب المحلات و الاسواق في طهران محلاتهم احتجاجا على ارتفاع الاسعار في الايام الأخيرة، فقام عدد منهم بالاحتشاد في ميدان بهارستان. و أقيمت التجمعات الإحتجاجية في ميدان بهارستان وقرب مبنى البرلمان الايراني و قرب سوق طهران و شارع لاله زار و شارع سرتشمة و بعض الأحياء الاخرى. ولكن اتسعت رقعة الاحتجاجات لتصل الى مناطق تجارية أخري من قبيل شارع مولوي و جمهوري و لاله زار، ووفق التقارير، حتى الساعات الأولى من المساء اغلقت كثير من المناطق التجارية في جنوب و وسط طهران محلاتها والتحقت بالتجمعات.
و أفادت التقارير، المظاهرات تتسع لحظة بلحظة و في بعض المناطق وقعت اشتباكات بين القوات الامنية و الشرطة و المحتجين، بل ارتفعت شعارات سياسية ضد النظام. و قامت القوات الامنية بالهجوم على المتظاهرين باطلاق غازات مسيلة للدموع. و أفادت بعض التقارير أنه تم سماع اطلاق الرصاص في بعض المناطق.
احتجاجات اصحاب الاسواق في طهران حرضت المواطنين في مدن شهريار و كرج و قشم و بندرعباس و مشهد للنزول الى الشارع والانضمام الى المظاهرات ليعلنوا هم اياضا معارضتهم للسياسات الاجتماعية و السياسية للنظام الايراني.
و قد أظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة في شبكات التواصل الاجتماعي، أن المواطنين في هذه المدن اعلنوا عن احتجاجهم على الاوضاع الحالية في البلاد عبر اطلاقهم هتافات مدوية.
لم يجد المواطنون الفقراء و كثير من المواطنين الكادحين الذين نحفوا كثيرا و افتقروا أكثر، خاصة الشباب منهم الذين لم يجدوا تحسنا قريبا في افق الاقتصاد و الاجتماع و السياسة، جميعهم رجحوا المشاركة في هذه الاحتجاجات بكل روح يائسة و محبطة من الغوالب المكررة و الشعارات الخاوية للنظام و الحكومة الايرانية.
يعتقد المحللون أن الشعب الايراني نزل لساحات الاحتجاجات هذه المرة بإرادة قوية و همة عالية ولن يتراجع حتى يحقق مطالبه جميعا.

شاهد أيضاً

الحكم على أحد المتظاهرين المصابين في إيران بالسجن لمدة 31 شهرًا

حكم على متين حسني، أحد ضحايا احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بالسجن 31 شهرا. وأدانت محكمة …