صناعة النفط في إيران

مصافي النفط الإيرانية.. هل توقف الخصخصة نزيف خسائرها؟

من ينظر إلى سياسة إيران داخل أروقة منظمة «أوبك» النفطية، وتعنتها وعجرفتها، قد يندهش حينما يعلم أن أكبر مصافي النفط في إيران، ليست مربحة مطلقا، بل على العكس، تعد واحدة من معاول الضرر.

بنظرة أكثر تفحصا، يتضح لنا أن صناعة النفط في إيران لم تكن مربحة، وهي أقل الأعمال جذبا للموارد في هذا البلد.

يوم الاثنين 166 يناير وخلال الأخبار المتعلقة باحالة مصفى أناهيتا في كرمانشاه الى القطاع الخاص حيث أعلنته احدى وكالات الانباء للنظام، جاء على هامش ذلك الخبر خبر يشير باختصار الى تضرر مصفى آبادان.

نائب في البرلمان عن كرمانشاه باسم سيد قاسم جاسمي قال للاعتراض على احالة مصفى آناهيتا الى القطاع الخاص انه اذا كان من المفروض أن يتم احالة هذا المصفى الى القطاع الخاص بسبب تضرره فلماذا لا يتم احالة مصفى آبادن (الذي هو أكبر وكذلك خسائره آكبر) الى القطاع الخاص؟

وأضاف: مصفى آبادان قد تضرر قرابة ألفين و600 مليون تومان!

مجرد هذا الموضوع والخسارة النجومية لمصفى آبادن هو واقع مدهش حيث يعبر عن عمق افلاس الصناعة الوطنية الايرانية في حكم الملالي. لأنه أي عمل وصناعة في هذا البلد قد يلحق به الضرر والهبوط في الانتاج أو المشتري ولكن خسارة أحد أكبر مصافي العالم بينما ايران في هذه اللحظة هي في عداد أكبر مصدري النفط في العالم تنم عن حقائق أخرى هي مستورة عن أنظار الشعب الايراني وهي ليس الا «توجه نظام الملالي الخائن بالوطن الى بيع خام النفط». بحيث لا تصفي حتى لتغذية مصفى آبادان وتسوق النفط المستخرج بالجملة ومن الآبار مباشرة الى المراسي لكي تتجه على ناقلات النفط العملاقة الأجنبية الى مصافي البلدان الخارجية لتباع بعد التصفية منتوجاتها وبأسعار غالية لنا!

النقطة المهمة الأخرى أنه لم يكشف النظام لحد الآن عن خسارة مصفى آبادان وهذا الخبر لم يأخذ حيزا من حيث الأهمية بما ينبغي وربما بسبب حسابات الملالي وخوفهم من ردود الناس وعمال النفط في الجنوب والا فان هذا الخبر ليس بالخبر البسيط بل يتضمن عالما من المستورات التي تتطلب البحث عنها لكشف الحقائق. وهذه المهمة يتولاها رجال النفط خاصة منتسبي صناعة النفط في الجنوب.

ولربما سنسمع خلال الأيام المقبلة والشهور المقبلة المزيد من الأخبار بهذا الشأن.

جدير بالذكر أن مصفى آبادان كان لحد ما قبل الحرب الايرانية العراقية أكبر مصفى للنفط في العالم. ولكن من خلال الخسائر التي لحقت به في الحرب فقد موقعه العالمي. فهذا المصفى يؤمن الآن كميات من البانزين العادي للاستهلاك المحلي والبانزين المصفى. الغاز السائل وبنزين المحرك والنفط الأبيض ونفط الغاز ووقود الجت والنفط الأسود ومختلف زيت المحرك والقير ومختلف المشتقات النفطية والكبريت من منتوجاته الأخرى.

مصفى آبادن سبق وأن تم عرضه في السنوات السابقة لاحالته الى القطاع الخاص وفي كل مرة انتفى العرض بسبب احتجاج منتسبيه. وكان آخرها في عام 2015. والآن يجب البحث عن السبب لحدوث هكذا كارثة في الصناعة النفطية في ايران.

شاهد أيضاً

نصف المتقدمين

جريدة “دنياي اقتصاد”: انسحاب نصف المتقدمين للحصول على السكن الوطني

أفادت إحدى الصحف في طهران أن نصف المتقدمين لشراء ”المساكن الوطنية” انسحبوا بسبب عدم قدرتهم …