موازنة “الحرس الثوري” تفجر غضباً في إيران

سلطت صحيفة “التايمز” البريطانية الضوء على قضية أثارت جدلاً واسعاً في الوسط الإيراني عندما أعلنت الدولة عن ميزانية قوات الأمن للعام الجديد، التي تصدرتها ميليشيا “الحرس الثوري” الذي استحوذ على نسبة كبيرة من التمويل “المعلن”.

وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي يكافح فيه الإيرانيون العاديون لدفع ثمن متطلباتهم اليومية الأساسية، ينفق قادتهم المتشددون أموالاً طائلة على قوات الأمن التي لعبت “دورًا عنيفًا” في قمع الاحتجاجات بجميع أنحاء البلاد، وذلك على الرغم من انهيار اقتصاد البلاد.

وخصصت إيران نحو 3 مليارات لميزانية “الحرس الثوري”، ارتفاعاً بنسبة 28% عن العام الماضي. ومع ذلك، جادل بعض الخبراء، وفقاً لـ”التايمز”، بأن الدخل الفعلي للميليشيا قد يصل إلى 17 مليار دولار، وذلك عن طريق مبيعات النفط غير المشروعة.

ورأت الصحيفة أن الرقم “المعلن” من قبل إيران يتنافى تماماً مع ممارسات الميليشيا المزعزة للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك تمويلها لبعض الجماعات الإرهابية والمسلحة مثل جماعة “حزب الله اللبنانية” وميليشيا “الحوثي” في اليمن.

ونقلت الصحيفة عن كوروش زياباري، وهو صحفي إيراني بارز، قوله إن “عسكرة الميزانية” تتعارض مع احتياجات السكان. وأضاف: “والأسوأ من ذلك هو الزيادة المفرطة في نفقات المنظمات الدعائية، بما في ذلك القنوات الإذاعية والكيانات الدينية والثقافية التي عادة ما يكون لديها القليل من الفوائد لعامة الناس”.

وتابع زياباري: “كثير من الناس العاديين غير قادرين على شراء الفواكه والخضراوات مع استمرار انخفاض العملة في البلاد. لقد ارتفعت الأسعار بسرعة كبيرة لدرجة أن الاستهلاك انخفض إلى النصف خلال العام الماضي، كما لم يعد بإمكان أصحاب المتاجر والبائعين حتى تغطية نفقاتهم”.

وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن بعض كبار الدبلوماسيين الإيرانيين السابقين وجهوا “انتقادات صريحة” للنظام في طهران، بسبب السياسات التي ينتهجها على الصعيد المحلي والدولي.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين السابقين حذروا من أن سياسات القادة المتشددين، التي تشمل توريد طائرات مسيرة لروسيا والفشل في إحياء الاتفاق النووي، تخاطر بأن تجعل البلاد أكثر عزلة، وتضعف الاقتصاد، وتشجع الحركات الاحتجاجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحذيرات الصارمة بشكل متزايد قد تعكس وجهات نظر الحرس القديم المتضائل من الدبلوماسيين الإصلاحيين، “لكن يبدو أنها تردد صدى معركة حية داخل الحكومة حول الاستراتيجية والسياسة”.

وأضافت الصحيفة أنه على سبيل المثال، قال حميد أبو طالبي، المبعوث السابق للاتحاد الأوروبي والمستشار السياسي السابق للرئيس السابق حسن روحاني، على “تويتر” أمس إن “السياسة الخارجية الإيرانية استولى عليها المتطرفون”.

وتابعت أن الصدام الأكبر، وفقاً لـ”الغارديان”، جاء من محمد صدر، الرئيس السابق لقسم الشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الإيرانية، الذي لا يزال عضواً في “مجلس تشخيص مصلحة النظام”، وهو الهيئة الاستشارية الرئيسية للمرشد الأعلى.

وفي مقابلة مع صحيفة “اعتماد” الإيرانية نقلتها “الغارديان”، قال صدر إنه يخشى أن تكون إيران قد أهدرت “فرصة ذهبية” لإحياء الاتفاق النووي، كما أشار إلى أنها تخلت عن حيادها في أوكرانيا، مما جعل طهران عرضة للمزاعم الأمريكية بارتكاب جرائم حرب من خلال توريد طائرات مسيرة لاستخدامها ضد المدنيين الأوكرانيين.

وقالت الصحيفة إن مجموعة تضم 36 دبلوماسيًا متقاعدًا وقعت في نوفمبر الماضي بيانًا مشتركًا يزعم أن الأخطاء الجسيمة في السياسة الخارجية الإيرانية “كان لها تأثير مدمر محليًا”، وحثت قادة الدولة على الاستماع إلى الشباب، معربة عن قلقها من الموقف الأخلاقي لإيران إذا لعبت لعبة خطيرة بتزويد روسيا بالسلاح.

شاهد أيضاً

الحكم على أحد المتظاهرين المصابين في إيران بالسجن لمدة 31 شهرًا

حكم على متين حسني، أحد ضحايا احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بالسجن 31 شهرا. وأدانت محكمة …