هل بدأت ميليشيات إيران في تصفية الحسابات مع الكاظمي؟

أحال الادعاء العام العراقي رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلى التحقيق في قضية اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، بصفته رئيسا لجهاز المخابرات عند وقوع العملية، وفق ما ذكرت وكالة “شفق النيوز” الكردية العراقية استنادا إلى وثائق قضائية.

وقالت الوكالة في تقرير نشرته اليوم الاثنين إنه “تمّت إحالة الكاظمي إلى التحقيق في هذه القضية على خلفية دعوى قدّمها النائب حسين مؤنس رئيس حركة حقوق” المنبثقة عن فصيل “كتائب حزب الله”.

واتهم مؤنس مصطفى الكاظمي وبعض موظفي جهاز المخابرات بالتقصير والإهمال لعدم تقديمهم المعلومات الأمنية اللازمة إلى القائد العام للقوات المسلحة لاتخاذ الإجراءات المناسبة والحيلولة دون اغتيال سليماني وأبومهدي المهندس.

وتعرّض رئيس الوزراء العراقي السابق لتهديدات من ميليشيات شيعية موالية لإيران اتهمته بالتواطؤ مع واشنطن في اغتيال سليماني والمهندس، ودخل معها في معركة لي أذرع بعدما اعتقل قيادات منها في ملف اغتيالات وخطف نشطاء. 

وشنّت الميليشيات الموالية لإيران هجوما على منزل الكاظمي في العام 2022 بطائرة مسيرة، ما أدى إلى إصابة عدد من الحراس بجروح متفاوتة، فيما أكدت الأجهزة الأمنية أن جهات إرهابية نفذت الهجوم دون تحديدها.
وكان القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني مسؤولا عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني وأحد أبرز مهندسي السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية. وقضى مع المهندس في ضربة نفذتها طائرة أميركية مسيّرة بعد خروجهما من مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني 2020.

وبعد أيام من الاغتيال أبلغت الولايات المتحدة الأمم المتحدة أن “العملية كانت دفاعا عن النفس وتعهدت باتخاذ إجراءات إضافية حسب الضرورة في الشرق الأوسط لحماية الأفراد والمصالح الأميركية”.

واتهمت الميليشيات الموالية لإيران خلال تظاهرات أقيمت بمناسبة ذكرى اغتيال سليماني وأبومهدي المهندس رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي بالجبن والعمالة للولايات المتحدة.

وكان القائد العسكري في كتائب حزب الله العراقي أبوعلي العسكري قد طالب في وقت سابق بملاحقة الكاظمي وفريقه الذي وصفه ” بالتجسسي”، محملا إياه مسؤولية مقتل مؤسسه أبومهدي المهندس.


وشهد عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تصعيدا كبيرا بين العدوين اللدودين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، غالبا ما اشتدّ في العراق حيث للبلدين نفوذ وحلفاء.

وتعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالثأر لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، فيما دعت إيران مجلس الأمن الدولي إلى محاسبة الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تؤكد طهران أنها متورطة أيضا في عملية الاغتيال.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2020 قال خامنئي إنه يجب على “الآمرين والذين تورطوا في قتل سليماني أن يدفعوا الثمن”، مؤكدا آنذاك “هذا الانتقام حتمي متى ما كان ممكنا”.

وكان سليماني الذي وصفه ترامب بـ”الإرهابي” على قائمة أميركية منذ فترة طويلة كهدف محتمل وتعتبره واشنطن من أخطر “الإرهابيين” وحملته المسؤولية عن هجمات تعرضت لها قواتها ومصالحها في العراق خلال السنوات الأخيرة.

وتمكن إلى حدّ كبير من تعزيز قدرات ميليشيات شيعية موالية لإيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان ويعتبر مهندس عمليات الحرس الثوري في الخارج التي يصفها خصوم إيران بـ”العمليات القذرة”.

شاهد أيضاً

المعلمون بالإفراج المسجونين

المعلمون يطالبون بالإفراج عن التربويين المسجونين في إيران

وفي مسيرة وطنية، أثناء احتجاجهم على “قمع وتهديدات” المعلمين، طالب المعلمون بالإفراج عن جميع المعلمين …