قناة كلمة الفضائية
إيران تبني منشأة نووية تحت أرضية جديدة قرب قمة جبال زغروس عميقة تحت الأرض بحيث أن حتى القذائف خارقة التحصينات الأكثر تطورا لدى الولايات المتحدة لن تتمكن من ضربها. هذا ما يتبين من تحليل لصور قمع اصطناعي التقطها الشهر الماضي، وكشف عنها خبراء وكالة AP النقاب قبل يومين.
صور شركة Planet Labs PBC تبين أن إيران تحفر الأنفاق في جبل قرب الموقع النووي نتناز على مسافة 225 كيلو متر من طهران والذي أصبح في السنوات الأخيرة هدفا لمحاولات تخريب متكررة على خلفية أزمة النووي.
وتبين الصورة الجديدة أن الإيرانيين حفروا أربعة مداخل في صخور الجبل، اثنان في الجانب الشرقي واثنان في الجانب الغربي بحجم 6 – 8 أمتار لكل منها. وتقدير الخبراء هو أن المنشأة التي تبنى الان ستصل الى عمق يتراوح بين 80 الى 100 متر تحت سطح الأرض.
“اكمال مثل هذه المنشأة سيكون سيناريو رعب من شأنه أن يخلق تصعيدا كبيرا جديدا”. هكذا حذرت كلسي ديبنفورت، مديرة في “منظمة رقابة السلاح” التي تعنى بعدم نشر السلاح النووي، “في ضوء حقيقة أن إيران قريبة من القنبلة فإن لديها مجالا صغيرا جدا في توسيع برنامجها النووي دون أن تجتاز الخطوط الحمراء لإسرائيل والولايات المتحدة. وعليه فإن كل تصعيد إضافي يزيد خطر المواجهة”.
مواجهة عسكرية واسعة من شأنها أن تكون المسار المحتمل الوحيد كونه يوجد مأزق في الاتصالات على اتفاق نووي جديد. الموقع النووي التحت أرضي الجديد اذا ما أقيم، سيقلص جدا القدرة على ممارسة الضغط على الإيرانيين.
يواصل الإيرانيون الادعاء بأن برنامجهم النووي هو مدني فقط ويصرون على أن ليست لديهم أي رغبة في تطوير سلاح نووي. اما عمليا، فالنظام يقيد منذ بضع سنوات “الرقابة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المواقع المشبوهة. وحسب تقريرAP، فقد أفاد الإيرانيون الوكالة بأن الموقع الجديد الذي يبنى الان سيحل محل مركز تخصيب اليورانيوم في نتناز الذي يوجد فوق سطح الأرض والذي تضرر بشدة في انفجار وحريق وقعا في تموز 2020.
لكن الخبراء لا يقبلون التفسير ويدعون بأن حجم الموقع التحت أرضي كما يلوح من حفر المداخل يشير الى أن إيران قد تستخدمه لأهداف عسكرية.
يدور الحديث عن مرحلة جديدة في الحرب المتواصلة منذ زمن بعيد. الموقع الجديد سيكون على ما يبدو أعمق من الموقع النووي في فوردو الذي انكشف في العام 2009 ودفع الولايات المتحدة لأن تطور قذيفة GBU-57 الخارقة للتحصينات والتي يمكنها أن تدمر أهدافا بعمق 60 مترا تحت سطح الأرض. والان يأتي الجواب الإيراني.
