تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان…. إيران وميليشياتها في حزيران: 15 قتيلاً باستهدافات برية وتخبطات وتحركات مكثفة غرب الفرات.. وعمليات تجنيد مستمرة في بادية حمص والريف الحلبي

تواصل إيران وميليشياتها فرض هيمنتها المطلقة على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل استطاع إعاقة تحركاتها.

بل على العكس من ذلك تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، عبر سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي الضوء على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر السادس من العام 2023.

الخسائر البشرية

وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 15 من الميليشيات التابعة لإيران جميعهم من الجنسية السورية ضمن الأراضي السورية خلال الشهر السادس من العام 2023، قتلوا جميعاً باستهدافات برية متفرقة، وجاءت التفاصيل على النحو الآتي:

– 8 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
– 6 باستهداف آليتهم من قبل مجهولين
– 1 برصاص مجهولين

تخبطات وتحركات مكثفة غرب الفرات

ملف استمالة الأهالي: أقام المركز الثقافي الإيراني في الثاني من حزيران حفل تكريم للطلاب الأوائل، بحديقة الأصدقاء في حويجة صكر ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بدير الزور، حيث تم تخريج أكثر من 40 طالب من الأوائل بمادة اللغة الفرنسية، تتراوح أعمارهم ما بين الـ 17 والـ 20 عام. ويقيم المركز الإيراني حفلة تخرج وتكريم للطلاب الأوائل عن كل مادة من المواد التعليمية، في كل شهر.

وفي ذات اليوم، أقامت منظمة “فيض الإيرانية” نشاطات ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية في دير الزور.

وقدمت عرضا مسرحيا يسرد حادثة “مقتل الحسن والحسين” قبل أكثر من 1400 عام، وعرضت المسرحية في العديد من المدارس الابتدائية والإعدادية، ومنها مدرسة “حسان العطرة” ومدرسة “الرياض نعيمة” و مدرسة “سامي الجاسم”، ويشرف على عمل المنظمة “الحاج يعرب” وهو من نازحي مخيم اليرموك بريف دمشق.

وفي 12 حزيران، أعلن المركز الثقافي الإيراني في مدية دير الزور بإدارة الحاج “رسول” عن افتتاح دورات جديدة لتعليم اللغة الفارسية، حيث تقدم للدورات نحو 50 طالباً تتراوح أعمارهم ما بين 18 – 25 عاماً، ويستغل المركز والقائمون عليه تردي الأوضاع المعيشية لغالبية سكان المدينة حيث أعلن عن تقديمه جوائز مالية للطلاب، إضافة إلى رحلات ترفيهية خارج محافظة دير الزور لكل من يتقن اللغة الفارسية.

وفي 23 حزيران، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بافتتاح دورة جديدة في مركز “تمكين الشباب” للتعليم والتدريب من قبل الميليشيات الإيرانية بتاريخ 21 حزيران الجاري، في حي القصور بمدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية.

الدورة تستهدف الفئة الشابة التي تتراوح أعمارهم ما بين 15- 30 لإخضاعهم لتدريبات في مجالات متعددة لمدة 3 أشهر، تتضمن (الخياطة- الحلاقة- الكترونيات)، بالإضافة إخضاعهم لتدريبات فكرية خاصة بمناهج (الفقه)، مع حصولهم على شهادات بعد انتهاء التدريبات.

كما يحق للشبان بعد الانتهاء من التدريبات المطالبة بدعم مالي من مركز التعليم والتدريب، في سبيل افتتاح مشاريع خاصة بهم، كخطوة لجذب الشبان للحصول على ولائهم، ومن ثم الانخراط ضمن صفوف الميليشيات الإيرانية في المناطق نفوذها.

كما عم مركز نصر التابع لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية، إلى إتباع سياسة جديدة لاستقطاب الشبان والرجال وتجنيدهم في صفوف الحرس الثوري، وذلك بعد فشل المحاولات السابقة وضعف إقبال الشبان على مغريات المركز، ليعود المركز ويقدم مغريات جديدة لهم، تمثلت برفع الراتب الشهري للراغبين بالانضمام إلى 100 دولار أميركي، مع ضمان عدم ملاحقة الشرطة العسكرية للمطلوبين للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية في جيش النظام، بالإضافة لتقديم سلة غذائية شهرية وستكون مهمتهم حراسة مقرات الميليشيا في المدينة ومحيطها على أن يتم منحهم إجازات دورية مأجورة.

ملف التجنيد: افتتحت الميليشيات الإيرانية في 3 حزيران، باب الانتساب لصفوفها أمام فئتي الأطفال والشباب من أبناء مدينة دير الزور، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15- 45 عاماً، بأوامر من “الحاج عباس” المسؤول عن مكتب الانتساب بمدينة دير الزور، مع تقديم أوراق ثبوتية كإخراج قيد وبطاقة شخصية.

وبالتوازي مع ذلك، أعيد افتتاح نقاط جديدة تابعة للميليشيات الإيرانية في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، بالإضافة إلى حيي العمال والرصافة في دير الزور، بعد توقف عمليات الانتساب قرابة 3 أشهر.

ووفقا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الميليشيات الإيرانية تعتمد أسلوب جذب الفئة الشابة، عن طريق إغرائهم مادياً، بمبالغ تصل إلى 700 ألف ليرة سورية شهرياً، للانضمام في صفوفها، وتدريبهم فكرياً وعسكرياً، بهدف التأثير على عقول أبناء مدينة دير الزور، وبالتالي توسيع نفوذها في مناطق سيطرتها والتغلغل في النسيج السوري، وفق ما يخدم مصالحها في الأراضي السورية.

وفي منتصف حزيران، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني أعلنت وعن طريق المركز الثقافي الإيراني في مدينة دير الزور عن افتتاح باب الانتساب لتطويع عدد من النساء في صفوفها للعمل بأعمال غير قتالية.

ووفقاً للمصادر، فإن “الحرس الثوري” أخبر عن طريق المركز الثقافي وبالإضافة لعدد من عناصره المحليين عن حاجته إلى تطويع سيدات لتشغيلهم بأعمال منوعة مثل الإشراف على الروضات المخصصة للأطفال، ودورات التمريض بالإضافة ألى أعمال أخرى مقابل رواتب مالية شهرية تتراوح من 700 ألف ومليون ليرة سورية.

ورغم الرواتب المالية التي تعتبر كبيرة، فلم يلاقي إعلان “الحرس الثوري” الإيراني أي قبول من قبل الأطفال وذويهم.

ملف التعزيزات: وصلت تعزيزات عسكرية في الثالث من حزيران ترافقها وحدة المهام الخاصة 217 التابعة للمكتب الأمني في “الحرس الثوري” الإيراني إلى معبر “البريد” في الميادين عاصمة الميليشيات الإيرانية بشرق سورية، تضم شاحنات محملة بصناديق مجهولة المحتوى، تم نقلها باتجاه ضفة نهر الفرات الثانية عبر المعبر النظامي، كما اتجهت 6 شاحنات إلى منطقة معابر التهريب.

وفي 6 حزيران، وصلت قافلة شاحنات مغلقة قادمة من البوكمال إلى مقرات الميليشيات الإيرانية في الميادين “عاصمة الميليشيات الإيرانية في شرق سورية”، تتألف من نحو 10 شاحنات مغلقة لا يعلم ما بداخلها، ثم غادرت القافلة باتجاه دير الزور، برفقة عناصر من الميليشيات الإيرانية ودعم من قوات “الدفاع الوطني” الذين تطوعوا ضمن الميليشيات الموالية لإيران.

وفي 7 حزيران، استقدمت الميليشيات حافلة تضم عدد من الأشخاص العاملين في مجال الاتصالات من دمشق باتجاه منطقة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.

ووفقاً للمصادر، فقد رافق الحافلة عنصرين من فرع المعلومات في المخابرات العسكرية، وبدأت أعمال تركيب أجهزة مراقبة اتصالات على أبراج الاتصالات والمقاسم في كل من مدينة البوكمال وقرية الصالحية في ريف دير الزور الشرقي، وسط حماية أمنية من قبل الميليشيات الإيرانية.

كما استقدمت في 12 حزيران تعزيزات عسكرية مؤلفة من أسلحة وعناصر مع دراجات نارية لاستبدال عناصر الميليشيات المنتشرين في النقاط العسكرية في منطقة الميادين “عاصمة الميليشيات الإيرانية” في ريف دير الزور الشرقي، حيث جرى استقدام التعزيزات من بلدة حطلة وتوجهت إلى منطقة الصالحية قرب الميادين.

وخلال الفترة بين 17 إلى 20 حزيران، شهدت دير الزور تحركات مكثفة للميليشيات ومريبة بذات الوقت وتتمثل هذه التحركات بنقل سلاح وذخائر وعناصر من دير الزور إلى محيط العاصمة دمشق بالإضافة لريف دمشق الغربي.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الميليشيات تستغل تدفق حافلات الحجاج الشيعة من الأراضي العراقية عبر البوكمال ومنها إلى السيدة زينب لممارسة معتقداتهم لاسيما بالعشر الأواخر من شهر ذي الحجة خير استغلال، حيث جرى إدخال معدات عسكرية ولوجستية عبر حافلات مدنية ضمن أرتال الحجاج لضمان عدم استهدافها وعدم إثارة الشكوك، كما أرسلت ميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيا الحرس الثوري الإيراني عناصر وقيادات تابعة لهم إلى محيط العاصمة دمشق لأسباب لاتزال مجهولة، وجرى إرسالهم عبر 3 حافلات مخصصة للزوار الشيعة.

بالإضافة لما سبق تشهد مواقع الميليشيات بدير الزور لاسيما البارزة استنفار أمني كبير، وسط تشديد للحراسة وتسيير دوريات مكثفة في المنطقة.

وفي 21 حزيران، استقدمت الميلشيات الايرانية تعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق نفوذها في دير الزور، مؤلفة من الفوج 47 برفقة 12 عربة من نوع “بيك آب” وسيارات انتر تقل عناصر، وحافلات تقل 80 عنصر، قادمة من مدينة البوكمال بقيادة الحاج سلمان، اتجهت نحو بلدة حطلة وحي الرصافة في مدينة دير الزور.

ملف الاقتتالات والاستهدافات: شهدت مناطق نفوذ الميليشيات بدير الزور 3 اقتتالات و2 استهدافات خلال حزيران خلفت قتلى وجرحى

جاءت تفاصيلها على النحو الآتي:

– 19 حزيران، قتل 6 عسكريين، إثر انفجار تعرضت له سيارة كانت تقلهم بالقرب من حي البغيلية بالقسم الغربي من مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود 4 جرحى على الأقل بعضهم بحالة خطرة بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين، وتضاربت المعلومات حول طبيعة الانفجار فيما إذا كان انفجار عبوة ناسفة أو استهداف جوي من قبل طيران مسيّر يعتقد بأنه تابع للتحالف، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن السيارة خرجت من مستودعات عياش التابعة للميليشيات الإيرانية وكانت في طريقها لحي الجورة بمدينة دير الزور.

– 21 حزيران، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل أحد عناصر الميليشيات الإيرانية برصاص مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية أثناء توجهه لشراء الخبز من فرن البلدية على بعد نحو 100 متر من مفرزة المخابرات العسكرية في مدينة الميادين.

– 17 حزيران، اندلع اشتباك مسلح بين عناصر يتبعون لميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني من جهة، وبين عناصر الفرقة الرابعة من جهة أخرى، في حي القصور بمدنية دير الزور، حيث تبادل الطرفين إطلاق النار، بسبب شجار جرى بينهم، على خلفية حجز عناصر “الفرقة الرابعة” دراجة نارية تعود لأحد عناصر “الحرس الثوري”.

ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن العناصر تم رصدهم وهم في حالة غير طبيعية، حيث عناصر الطرفين هم من متعاطي المخدرات، بينما العداوة بينهم في تصاعد مستمر، بدءاً من مدينة بالبوكمال وصولاً إلى مدينة دير الزور، وسط تهديدات مستمر من قبل الطرفين بالقتل.

– 26 حزيران، أصيب عنصران من ميليشيا “حزب الله” اللبناني من الجنسية السورية بجروح متفاوتة، نتيجة شجار بينهما تطور لاستخدام السلاح الأبيض، بينما كانا تحت تأثير المخدرات، في حي الجمعيات وسط مدينة البوكمال شرقي دير الزور.

– 28 حزيران، أصيب مدني برصاص طائش خلال اشتباك بين عناصر من ميليشيا أسود الشرقية وعناصر من الشرطة العسكرية، في الحديقة المركزية وسط مدينة دير الزور، ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية، وذلك على خلفية تحرش أحد عناصر أسود الشرقية بفتاة، تم نقل المصاب إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج.

ملف الانتهاكات: أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 11 حزيران بأن ميليشيا حزب الله اللبناني، استولت على منازل جديدة ضمن مدينة دير الزور، استولت على 3 منازل في حي الجبيلة بجانب دوار حوايجة بالمدينة، وحولتها إلى مقرات عسكرية تابعة لها، الأمر الذي آثار ذعر ورعب الأهالي، وسط تخوفهم من انتشار المقرات العسكرية ضمن أحيائهم السكنية، فمن جانب المعاملة السيئة وتسلط الميليشيات على الأهالي، ومن جانب آخر التخوف من استهداف جوي للميليشيات المتواجدين وسط المدنيين.

وفي 14 حزيران، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مديرية الأوقاف التابعة لحكومة النظام في مدينة دير الزور أعلنت وبأوامر من قائد ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في المدينة “الحاج كميل”، عن تغيير اسم مسجد العمري الواقع في حي العمال بالمدينة إلى اسم مسجد الرضوان، وذلك عقب الانتهاء من أعمال ترميمه قبل فترة قصيرة.

ووفقاً للمصادر، فقد سبق وأن وجه المركز الثقافي الإيراني في مدينة دير الزور في شهر أيار الفائت دعوته لعدد من الشبان من أبناء المدينة للتدرب على ما تعرف بـ “اللطميات” داخل المسجد.

وووصلت شاحنات محملة بالمواد الغذائية بتاريخ 8 حزيران إلى مدينة الميادين قادمة من دمشق وحلب، تحمل مواد غذائية. وأجبرت حواجز قوات النظام عند دوار البلعوم سائقي الشاحنات على دفع إتاوات مالية، لإدخال بضائعهم إلى المدينة.

بالتوازي مع المعوقات التي تصنعها قوات النظام، تشهد مناطق دير الزور والميادين والبوكمال غزو البضائع الإيرانية أسواق المنطقة، حيث تنافس البضائع السورية بسبب عدم فرض الإتاوات عليها.

وتواصل قوات الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري والمقربة من الميليشيات الإيرانية، تضييق الخناق على أهالي وسكان الميادين في ريف دير الزور الشرقي بأشكال وأساليب عدة، مما يثير استياء الأخير ويخلق توتر متجدد بين الطرفين بين الحين والآخر، حيث لاتزال قوات أمن الفرقة الرابعة تفرض إتاوات مادية طائلة على البضائع التجارية لاسيما الغذائية، القادمة من باقي المحافظات السورية وخاصة العاصمة دمشق، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير بأسعار البضائع فضلاً عن تأخر وصولها وعدم توفرها بشكل دائم بالأسواق.

ودفع ما سبق قسم كبير من السكان إلى استقدام بضائع مهربة من مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وسط انتشار كبير للبضائع العراقية والإيرانية في أسواق الميادين وعموم مناطق نفوذ الميليشيات التابعة لإيران، والتي تأتي عبر طرق التهريب من العراق، من قبل أشخاص يعملون لصالح الميليشيات التابعة لإيران، ويقومون بطرحها بالأسواق بأسعار مقبولة لترغيب المواطنين بها، أي أن تضييق الخناق من قبل أمن الفرقة الرابعة يأتي أيضاً لزيادة الإقبال على البضائع المهربة من العراق.

استغلال الفقر المدقع لاستقطاب الرجال والشبان في حمص

لاتزال الميليشيات التابعة لإيران تستغل الواقع المعيشي الكارثي ضمن مناطق نفوذ النظام والفقر المدقع لاستقطاب الشبان والرجال وتجنيدهم في صفوفها، حيث أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن ميليشيا حزب الله اللبناني مستمرة بتجنيد الشبان والرجال في الريف الشرقي لمحافظة حمص، حيث ارتفع تعداد الأشخاص الذين جرى تجنيدهم حتى اللحظة منذ منتصف آذار المارس من العام الجاري، إلى 97 شخص من أبناء تدمر والبيضة وأم العمد والبيارات وخربة تياس.

ويعرض الحزب الله راتب شهري يبلغ 100 دولار أميركي للراغبين بالانضمام إليه أي ما يعادل 900 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ جيد قياساً بالأجور ورواتب العاملين الشهرية لاسيما في ظل شح فرص العمل، بالإضافة لذلك يقدم حزب الله امتيازات أمنية للمجندين تسهل من تحركاتهم على الحواجز العسكرية بالمنطقة، وتقيهم اعتقال قوات النظام للمتخلفين عن خدمة الاحتياط بجيش النظام، وتستمر عمليات تدريب المنضمين للميليشيا بالمكان ذاته وهو حقل عسكري تابع لحزب الله بمحيط قرية مرهطان، على أن يتم فرز العناصر بعد التدريبات إلى مواقع الميليشيات لحراستهم وهي المهمة الموكلة إليهم بالوقت الراهن.

على صعيد متصل، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 9 بأن ميليشيا “حزب الله” اللبناني استقدمت شاحنتين اثنتين إلى مواقعها ببادية حمص الشرقية، حيث وصلت الشاحنتين بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة، قادمة من مواقع تابعة لحزب الله قرب الحدود السورية-اللبنانية بريف دمشق، بحماية من سيارات خاصة تابعة للميليشيا، وأفرغت حمولتها في مستودعات تحت الأرض كانت الميليشيا قد حفرتها سابقاً في منطقة العليانية التي تبعد عن منطقة الـ55 قرابة 30 كيلو متر، والتي توجد فيها قاعدة “التنف” التابعة لقوات “التحالف الدولي”.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الشاحنتين تحمل صواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع ومنصات إطلاق صواريخ أيضاً، بالإضافة لذخائر ومعدات لوجستية.

عمليات تجنيد متواصلة بالريف الحلبي

لاتزال الميليشيات التابعة الإيرانية مستمرة بترسيخ وجودها ضمن الأراضي السورية على عكس الوعود المقدمة من قبل النظام للدول العربية بإخراجها من البلاد، حيث تواصل تلك الميليشيات سياستها باستقطاب الرجال والشباب عبر العزف على وتر الأوضاع المعيشية الكارثية في مناطق النظام، وشح فرص العمل والرواتب الشهرية المتدنية في ظل ارتفاع فاحش بالأسعار، ففي الريف الشرقي لمحافظة حلب، لاتزال ميليشيا فاطميون الأفغانية تجند الشباب، ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تعداد المجندين لصالح تلك الميليشيات ارتفع إلى نحو 3410 منذ تصاعد عمليات التجنيد في شهر شباط/فبراير 2021 وحتى يومنا هذا، وتتركز عمليات التجنيد في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب، والتي تتم عبر عرابين ومكاتب تقدم سخاء مادي.

استباحة متواصلة من قبل إسرائيل

تواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية، حيث شهد شهر حزيرات استهداف وحيد، من قبل إسرائيل تسبب بسقوط جرحى وخسائر مادية، وجاءت التفاصيل الكاملة وفقاً لتوثيقات المرصد السوري على النحو التالي:
– 14 حزيران، استهدفت الضربات الإسرائيلية محيط مطار دمشق الدولي ومنطقة الكسوة جنوب غربي العاصمة، حيث تتواجد هناك مستودعات تابعة للميليشيات الإيرانية جرى تدمير المستهدف منها، ودوت انفجارات عنيفة على إثرها حتى اعتقد سكان دمشق بأن القصف طال وسط العاصمة، وأسفرت الضربات عن سقوط جرحى بينهم عنصر في قوات النظام، وسط معلومات عن قتلى في صفوف الميليشيات.

ويؤكد المرصد السوري بأن إيران لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران.

وفي ذات الوقت، تقصف إسرائيل المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سورية، أما الجانب الأمريكي فيبرر الموقف الإسرائيلي بحق تل أبيب في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسورية.

وعلى ضوء ما سبق، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتحييد المدنيين والمناطق السورية عن الصراعات الإقليمية، فالمنشآت والمناطق المستهدفة هي ملك للشعب السوري وليست لإيران ولا لميليشياتها.

ويشدد المرصد السوري على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية بشتى الطرق والوسائل، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري.

شاهد أيضاً

المعلمون بالإفراج المسجونين

المعلمون يطالبون بالإفراج عن التربويين المسجونين في إيران

وفي مسيرة وطنية، أثناء احتجاجهم على “قمع وتهديدات” المعلمين، طالب المعلمون بالإفراج عن جميع المعلمين …