اليوم هو الرئيس.. وليس مجرد مرشح يريد أن يكتسب عقول وقلوب الناخبين، مما يعني أن الواقعية أو قدرا منها تكسو مواقف البيت الأبيض الذي صار هو رمزه، فلم يعد ترامب الذي يتكلم وإنما رئيس الولايات المتحدة بإدارته وجيوشه وأمنه ومخابراته ودبلوماسييه.

تحول يبدو واضحا في ملفات عدة..

فتقييد الدخول إلى الولايات المتحدة، الذي اعتبر أعنف قرارات ترامب، شهد تراجعا ومراجعة، ولا شك أن رد الفعل الداخلي والخارجي القوي الذي لمسه ساهم في هذا التراجع.

روسيا… التي كانت ورئيسها فلاديمير بوتن محل غزل المرشح الجمهوري طوال حملته الانتخابية، يتسم موقفه منها اليوم بالحذر المغلف بالدبلوماسية المفرطة.

فالرئيس لم يذكر شيئا عن شراكته معها في الملف السوري إلا ما ندر، وها هي ممثلته في الأمم المتحدة تضع لبنة التعامل الرئيسية، وتريد من روسيا ما أراد الغرب في القضية الأوكرانية.

أما الحليف الأقوى إسرائيل، فقد خفف البيت الأبيض من تطرف مواقفه منها، فتراجع عن التأييد المطلق للاستيطان، بإضافات مصطلحات الترجيح والتأويل ليترك لنفسه مساحة كافية للمناورة أمام الحلفاء الآخرين في المنطقة، وهو ما ينطبق على التعهد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وفي الملف الإيراني، الذي كان إلغاء الاتفاق النووي معها أبرز بنوده، ها هي إدارة ترامب تضعه على رف آخر، بحديثها عن عقوبات لا تتعارض وبنود الاتفاق مع طهران.

جملة قضايا ظهر منها ما ظهر بانتظار القضايا الأخرى التي ستثبت إن كان هناك أساس مدروس لتعهداته التي سبقت رئاسته، أم إنها أضغاث حملات انتخابية؟