تركيا والسعودية تدشنان محطة شراكة استراتيجية متينة

تنطلق الدورة الأولى لمجلس التنسيق التركي السعودي، بالعاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء، برئاسة وزيرَي الخارجية: التركي مولود جاويش أوغلو، والسعودي عادل الجبير، وتستمر يومين؛ لبحث سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وزير الخارجية السعودي، بحسب بيان للخارجية التركية.

ويمثل هذا الاجتماع محطة جديدة على طريق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث شهدت علاقاتهما المشتركة نقلة نوعية خلال العامين الماضيين، مع تولي العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، حكم المملكة، في 23 يناير/كانون الثاني 2015، وفق الأناضول.

-8 قمم

وخلال عامي 2015 و2016 عُقدت ثماني قمم تركية سعودية، جمعت أردوغان بقادة السعودية؛ بينها 5 قمم مع الملك سلمان وقمتان مع ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، إضافة إلى قمة مع ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.

وسارت القمم بخطا ثابتة وسريعة نحو تعزيز العلاقات المشتركة؛ إذ جرى وضع أسس راسخة لتلك العلاقات خلال القمم الأربعة التي شهدها العام الأول من حكم الملك سلمان.

وتوجت قمم العام الأول من حكم الملك سلمان باتفاق الدولتين على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي، خلال زيارة الرئيس أردوغان للمملكة، في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2015.

وفي العام الثاني من حكم الملك سلمان بلغ التعاون المتنامي بين البلدين ذروته، بتوقيع أنقرة والرياض، يوم 14 أبريل/نيسان 2016، في مدينة إسطنبول التركية، على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي، بحضور العاهل السعودي والرئيس التركي، وذلك بأعقاب القمة الخامسة بين الجانبين.

-أولى محطات 2017

وقالت الخارجية التركية، في بيان: إن “الاجتماع، الذي يستمر يومين، سيبحث خلاله الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية للارتقاء بها لمستوى أعلى بكافة المجالات، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية”.

ويُعنى المجلس بالتنسيق بين البلدين بالمجالات السياسية والدبلوماسية والشؤون القنصلية، والاقتصاد والتجارة والمصارف والمال، والملاحة البحرية والصناعة والطاقة والزراعة، والثقافة والتربية والتكنولوجيا، والمجالات العسكرية والصناعات العسكرية والأمن، فضلاً عن الإعلام والصحافة والتلفزيون.

-تعاون متزايد

النقلة النوعية التي شهدتها العلاقات بين البلدين زادت وتيرة التعاون المشترك في المجالات كافة، خاصة العسكري، حيث شهد عام 2016 أربع مناورات عسكرية مشتركة بينهما.

كما أسهمت القمم والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين بتركيا والسعودية في تقارب رؤى الجانبين تجاه عديد من ملفات المنطقة.

وبالتعاون مع دول الخليج العربي، وفي مقدمتها السعودية، تدعم تركيا، التي تترأس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وفي الشأن السوري، تتطابق رؤية البلدين في حتمية رحيل نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ودعم المعارضة، وتأكيد الحل السياسي للقضية.

ووصف وزير الخارجية السعودي، في تصريح يوم 24 يناير/كانون الثاني الماضي، التنسيق بين الرياض وأنقرة تجاه الأزمة السورية بأنه “قائم ومتين جداً”.

كما تدعم أنقرة التحالف العسكري العربي، الذي تقوده الرياض منذ 26 مارس/آذار 2015، لدعم الشرعية في اليمن، وتتطابق وجهات نظرهما بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.

والسعودية على رأس الدول التي دعمت الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطياً، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي.

شاهد أيضاً

أمريكا: نتابع التقارير المتعلقة برئيسي

قال أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “نحن نتابع عن كثب التقارير المتعلقة بالهبوط الصعب …