إدارة ترامب تطمئن الأوروبيين.. ولافروف يدعو واشنطن للتقارب

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، إلى قيام نظام عالمي جديد سماه نظام “ما بعد الغرب”، مقترحاً على واشنطن إقامة علاقة “براغماتية” و”احترام”، في حين أكد نائب الرئيس الأمريكي أن بلاده تعتبر “أكبر حليف لأوروبا”.

وقال لافروف خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ: “على القادة المسؤولين أن يحددوا خيارهم. وآمل أن يكون هذا الخيار نظاماً عالمياً ديمقراطياً وعادلاً. وإذا أردتم أطلقوا عليه (نظام ما بعد الغرب)”.

واعتبر لافروف أنّ حلف الناتو لا يزال مؤسسة تعود للحرب الباردة، وأعرب عن أمله إنشاء علاقات تبنى على الاحترام المتبادل بين بلاده والولايات المتحدة.

وأوضح الوزير الروسي في كلمته، أن “روسيا لا تبحث عن النزاعات مع أحد، لكنها قادرة على حماية نفسها على الدوام”، مضيفاً أن “بلادنا تريد علاقات براغماتية تقوم على الاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، والتوتر في العلاقات بين روسيا والغرب ضرب من الشذوذ”.

كما أشار إلى أن “روسيا لم تخفِ مواقفها أبداً، وما انفكت وستبقى متمسكة بالعمل المتكافئ على صياغة فضاء أمني موحد، وعلاقات تقوم على حسن الجوار والتنمية من فانكوفر حتى فلاديفوستوك” في أقصى شرقي روسيا.

ونوّه إلى أن “العلاقات التي نريدها مع الولايات المتحدة، يجب أن تقوم على البراغماتية والاحترام المتبادل وإدراك المسؤولية الخاصة عن الاستقرار العالمي، وبلدانا لم يشهدا أي نزاع مباشر بينهما، وعلاقاتهما اتسمت بالصداقة عوضاً عن المواجهات”.

واستطرد قائلاً: إن “قيام العلاقات البنّاءة بين بلدينا يصب في صالحهما، لا سيما أن قرب الولايات المتحدة منا لا يقل عن قرب الاتحاد الأوروبي من روسيا، حيث لا يفصل بين بلادنا والولايات المتحدة في مضيق بيرنغ سوى أربعة كيلومترات فقط، ونحن مستعدون للتعاون السياسي والاقتصادي والإنساني مع الولايات المتحدة بقدر ما ستكون مستعدة للتعاون معنا”.

من جهته، أكد مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، في خطاب باسم الرئيس دونالد ترامب اليوم (السبت)، أن الولايات المتحدة ما زالت “أكبر حليف” لأوروبا، وأن التزامها حيال حلف شمال الأطلسي “ثابت”، وذلك بهدف طمأنة الأوروبيين الذين أثارت تصريحات للرئيس الأمريكي قلقهم.

وقال بنس أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ: إن “الرئيس (ترامب) طلب مني أن أكون هنا اليوم؛ لنقل هذه الرسالة التي تفيد بأن الولايات المتحدة تدعم بقوةٍ الحلف الأطلسي، وأنّنا ثابتون في التزامنا حياله”.

ويأتي هذا الخطاب في ختام أسبوع من الجهود الدبلوماسية الأمريكية لطمأنة أوروبا. ونقل الرسالة نفسها إلى الحلف الأطلسي وزير الدفاع جيمس ماتيس، وإلى مجموعة العشرين وزير الخارجية ريكس تيلرسون في بون.

وقال إن مصيري “الولايات المتحدة وأوروبا مترابطان”، مشيراً إلى القيم المشتركة مثل “الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون”.

لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت عبّر عن أسفه في تغريدة على “تويتر”؛ لأن نائب الرئيس الأمريكي “لم يقل كلمة واحدة عن الاتحاد الأوروبي”، وهي قضية كانت متوقعة؛ لأن ترامب أشاد بخروج بريطانيا من التكتل، وبدا أنه يأمل تفكك الاتحاد.

لكن بنس جدد بقوةٍ، مطالب الولايات المتحدة بالتزام مالي أكبر من جانب الشركاء في حلف شمال الأطلسي. وقال في هذا السياق: “يستدعي الدفاع الأوروبي التزامنا بقدر التزامكم.. وعود المشاركة في الأعباء لم يتم الإيفاء بها منذ فترة طويلة جداً”.

فيما يتعلق بروسيا، دعا بنس إلى الحزم، بالموازاة مع مساعي تحسين العلاقات معها بعدما أثار ترامب قلق شركائه، معبراً عن الأمل في تقارب مع موسكو، مؤكّداً: “اعلموا أن الولايات المتحدة ستواصل مطالبة روسيا بحسابات، على الرغم من السعي إلى مواضع توافق. فكما تعلمون أنّ الرئيس ترامب يرى ذلك ممكناً”، داعياً موسكو إلى تطبيق اتفاقات مينسك للسلام في أوكرانيا.

شاهد أيضاً

وزير الدفاع الإسرائيلي: وقت مواجهة الجمهورية الإسلامية بدأ ينفد

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي زار أميركا، في لقاء مع وزير الدفاع الأميركي …