زيارة رئيس برلمان الأردن لإيران.. استشعار لا يصل إلى تخفيف حدة الخلاف

«يمكن اعتبار الزيارة محاولة للاستشعار، لكنها لن تقود بكل الأحوال إلى تخفيف حدة الخلافات السياسية بين الجانبين».. هكذا تحدثت صحيفة «القدس العربي» عن زيارة رئيس مجلس النواب الأردني «عاطف الطراونة» النادرة إلى إيران، ضمن مؤتمر خاص لدعم القضية الفلسطينية.

الصحيفة، قالت إنه لا يمكن تحديد طبيعة المهمة الخاصة التي يمكن أن يقوم بها أرفع مسؤول في المؤسسات الأردنية يزور إيران، وإن كانت «يمكن أن تندرج تحت عنوان أو يافطة فلسفة التنويع التي اعتمدها الأردن مؤخراً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالملف السوري».

«الطراونة» على نحو أو آخر يحتفظ في هذا السياق بميزة إضافية، باعتباره المسؤول الأردني الوحيد الذي زار طهران بصفة رسمية، قبل أكثر من 3 سنوات أيضاً.

ويزور رئيس البرلمان الأردني، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسط حالة اشتباك سياسية وأمنية بين البلدين، ووسط شبه قطيعة دبلوماسية تغذيها الخلافات على أكثر من صعيد ومحور.

وبذلك لا يمكن توقع إنجاز «الطراونة» لمثل هذه الزيارة من دون الحصول على إذن مرجعي مسبق من عمان، الأمر الذي قد يبرر الاجتماع الخاص بين الملك «عبد الله الثاني» و«الطراونة» شخصياً، قبل اجتماع ملكي شامل مع رئيس الوزراء، ورؤساء الكتل البرلمانية، الأحد المقبل.

وتوقعت الصحيفة، أن «الطراونة» طلب لقاء ثنائيا مرجعيا، لتلمس التوجيهات المتعلقة بزيارته لطهران، وهو ما لم يقل رسميا في كل الأحوال، لأن «الطراونة» يريد ترسيم التفويض الممنوح له للتحدث مع الايرانيين، باعتباره رئيساً لإحدى السلطات الدستورية الأساسية في الأردن.

يشار إلى أن وزير الخارجية الأردني «أيمن الصفدي»، كان قد تبنى الخطاب الخليجي والسعودي في قمة «دافوس» الأخيرة، وحذر من تدخلات الإيرانيين في شؤون الدول العربية الداخلية، في الوقت الذي جدد وزير الاتصال الدكتور «محمد المومني» وعلى هامش نقاش مع الصحيفة تأكيد تلك الهواجس التي يثيرها الأداء والخطاب الإيراني سلباً على أجواء ومناخ المنطقة.

فإيران في فهم الأردن و«المومني» ما زالت «دولة منفرة ولا تهتم باستقرار المنطقة».

الصحيفة، أشارت إلى «في كل الأحوال وجهة النظر السعودية عن إيران، ما زالت مستقرة وعميقة في وجدان وخطاب مؤسسة القرار الأردنية، وهو موضوع لا يمكن تبديله أو تغييره قبل أو عشية القمة العربية المقبلة وتحت أي عنوان من العناوين».

خلف الستارة، لا تقول عمان بأنها تتهم طهران بالتجسس على الأردنيين وبعدة صور.

في الوقت الذي يشتكي «محبتي فردوس» سفير الجمهورية الإيرانية في العاصمة الأردنية لسياسيين كبار، من حالة العزلة والقطيعة التي يمارس في ظلها عمله بين الأردنيين، في الوقت الذي ترى السلطات بأن سفارة طهران في العاصمة عمان تتجاوز بعض الأعراف في بعض الاحيان.

الخلافات بين الجانبين عميقة وكبيرة، وأجواء الثقة لا يمكن تحسينها ببساطة أو بسرعة، وأي مبادرات أردنية باتجاه الإيرانيين ستنطوي على مغامرة غير محسوبة، إذا تجاوزت نمطية التفكير العربي، وتحديداً الصورة السعودية القائلة هنا.

لكن قيام نظام الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» ببعض الاتصالات هنا وهناك مع الإيرانيين، يشجع عمان على مبادرات أخف بين الحين والآخر، قد يكون من بينها الموافقة على زيارة «الطراونة» باعتباره ممثلاً للبرلمان، وليس للحكومة.

الخلافات المشار إليها لا تشمل التصعيد ضد السعودية، ولا ما يحصل في اليمن فقط، بل تتمركز في إصرار الأردن على إبعاد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني عن وسط مدينة درعا المحاذية للحدود مع الأردن.

وقد عبّر عن ذلك بوضوح، رئيس الأركان الأردني الجنرال «محمود فريحات»، فيما تلقت عمان وهي تتفاعل مع نظام دمشق رسالة تعد بأن «يعزل النفوذ الإيراني، عن ملف العلاقة والاتصال العسكري مع الأردن».

لكن سياسيين كثر، وعلى رأسهم المخضرم «عبد الكريم الكباريتي»، قالوا وفي القصر الملكي بـ«صعوبة الاستمرار في سياسة القطيعة، وعدم التواصل مع إيران الموجودة واقعيا، وعلى الأرض، في الطرف الثاني من أبرز حدودين للمملكة وهما السورية شمالاً والعراقية شرقاً».

وتتأثر البوصلة الأردنية، بآراء من هذا النوع، وتجري استشعارات بين الحين والآخر قد يكون من بينها توقف الرئيس «الطراونة» على محطة طهران مؤخراً، تحت لافتة أحد المؤتمرات الموسمية، حيث أن «الطراونة» نفسه سبق أن أبلغ «القدس العربي» بأنه عرض وجهة النظر الأردنية أمام الإيرانيين، وفي طهران عندما زارهم في المرة السابقة.

شاهد أيضاً

السعودية تعارض أخذ أصوات الحجاج الإيرانيين

ذكرت وكالة أنباء “فارس” نقلا عن مكتب خامنئي في السعودية لشؤون الحج أن السعودية تعارض …