رئيس الصومال يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية منذ توليه المنصب

غادر الرئيس الصومالي «محمد عبدالله فرماجو»، صباح اليوم الخميس، العاصمة مقديشو، متوجها للسعودية، في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب.

وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن «فرماجو» غادر مقديشو على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزراء وأعضاء في البرلمان الفيدرالي، بالإضافة إلى قائد قوات الشرطة الوطنية اللواء «محمد شيخ حسن حامود».

وتعد هذه  الزيارة، التي لم تُعرف مدتها، هي الأولى التي يقوم بها الرئيس الصومالي، للخارج، منذ أن تم انتخابه في الـ8 من الشهر الجاري.

وكان «فرماجو» قد تلقى اتصالا هاتفيا من العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، الأسبوع الماضي، هنأه فيه على انتخابه رئيساً للصومال.

وفي هذا الصدد لا يمكن إغفال تسابق دول حول العالم وخاصة السعودية والإمارات على التواجد في القرن الأفريقي بشكل أو بآخر، نظرا لموقعه الاستراتيجي والجغرافي الواقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، الواصل بين البحر الأحمر وبحر العرب.

وتضم منطقة القرن الأفريقي من الناحية الجغرافية 4 دول هي: الصومال، وجيبوتي، وإريتريا، وإثيوبيا، لكن تعريفات سياسية أخرى تضيف إلى هذه الدول دولا أخرى هي: السودان، وكينيا، وأوغندا، وتنزانيا، وغيرها.

ويعقد الصوماليون الكثير من الآمال على الرئيس الجديد في تحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد خلال المرحلة المقبلة، بعد سنوات من الفوضى عبثت بكافة القطاعات فأدت إلى هشاشة وضعف الدولة.

غير أنه في الوقت نفسه تواجهه الكثير من التحديات لعل أبرزها، العلاقات الإقليمية والدولية، فهناك عدد من الملفات الإقليمية والدولية التي من المنتظر أن تشكل أولوية لتحركات الرئيس الجديد على الصعيد الإقليمي، والتي تتعلق بعودة الدور الصومالي في منطقة القرن الإفريقي، والنظر في بعض القضايا التي تمثل خلافا مع بعض دول الجوار، مثل قضية السيادة على منطقة أوجادين مع الجانب الإثيوبي، وترسيم الحدود البحرية مع الجانب الكيني.

كذلك علاقة بلاده مع الولايات المتحدة، التي حظر رئيسها «دونالد ترامب»، رعايا الصومال من بين سبع دول إسلامية، من دخول أمريكا.

كما يواجه تحدي محاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، والمجاعة التي تضرب الصومال، علاوة على ملف البطالة التي يعاني منها أكثر من 75% من الشعب، وكذلك الفقر الذي يعاني منه أكثر من 90% من الشعب، فضلاً عن ملف إعادة الإعمار في البلاد، وجذب المستثمرين من كافة أنحاء العالم.

فيما ينتظر أبناء الشعب دور الرئيس الجديد فيما يتعلق بالسعي نحو انضمام بلاده للتكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية، وكذلك التعاون الاقتصادي مع القوى الكبرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كذلك تعد إدارة الموارد النفطية الصومالية من أبرز التحديات أمام فرماجو، خاصة في ظل الصراع بين الإدارات الإقليمية على الاستفادة من هذه الثروة.

وأبرز المعضلات هو الملف الأمني الذي كان عصياً على حكومات مضت، وخاصة مواجهة حركة «الشباب» التي تسيطر على بعض أجزاء من المناطق في وسط وجنوب البلاد، والتي دعاها فرماجو في خطاب التنصيب إلى ترك السلاح والمشاركة في عملية السلام. متوعداً إياها في حال استمرار نهجها العدواني بالرد العنيف والقضاء عليها.

ومن بين التحديات الأمنية، يبرز أيضاً، ملف إعادة هيكلة وبناء المؤسسات الأمنية، والعمل على تدريب أفراد الشرطة والجيش وتوفير رواتبهم، لكي تؤدي واجبها بمهنية بعيدا عن القبلية والجهوية.

ناهيك عن النظر في أمر وجود قوات الاتحاد الإفريقي (أميصوم) التي يبلغ عددها أكثر من 22 ألف جندي لمحاربة حركة «الشباب»، وسبل تأمين رواتبهم، إذ يبلغ راتب الجندي الواحد 1000 ألف دولار شهرياً، وهو مبلغ كان من الأولى تدريب ودعم الجيش الصومالي به، ليقوم بمهمة حفظ الأمن والاستقرار ببلده.

إلا أن الدول التي تتشكل من أفرادها القوة الإفريقية، ووفق مراقبين، لن تتنازل بسهولة عن مهمة جنودها لما تمثله رواتبهم من دعم لدولهم، وتخفيف من أعبائها المالية في ميزانياتها.

شاهد أيضاً

محادثة سوليفان وبن سلمان حول الاتفاقية الاستراتيجية

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان …