خلال عام 2017| خطوات جادة لتقليم أظافر «إيران» وعزلها دوليًا

يبدو أن إيران خلال عام 2017 ستشهد عزلة دولية وإقليمية خانقة، بفضل سياستها العدائية وتدخلها السافر في شؤون دول شبه الجزيرة العربية، عقب الدعوات الدولية والإقليمية لضرورة عزلها وتقليم أظافرها في المنطقة، وكذلك الموقف المتشدد الذي يتبناه الرئيس الأميركي الجديد تجاه طهران، الذي يتجانس مع مواقف دول الخليج التي اتخذت مواقف فعلية لتحجيم نفوذها في المنطقة.

خطوات جادة لعزل طهران

هددت «البحرين» بتطبيق الآلية المقترحة من «مجلس التعاون الخليجي» لمواجهة التدخلات الإيرانية بالتعاون مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي، لزيادة عزلة إيران إقليميا ودوليا، وذلك إذا لم تبد إيران حسن النية وواصلت تدخلها في شؤون بلاده ودول الخليج العربي.

وبحسب تصريحات لوزير الخارجية البحريني، أمس السبت، تشمل هذه الآلية مسارات سياسية ودبلوماسية وتجارية واقتصادية وإعلامية، وسيتم تنفيذها على مستوى دول «مجلس التعاون» وبالتعاون مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي.

وأشار إلى أنه تم تأسيس لجنة دائمة في «الجامعة العربية» تحت مسمى «التدخلات الإيرانية في الدول العربية» بعضوية البحرين والسعودية والإمارات ومصر.

ونجحت دول مجلس التعاون الخليجي مع بداية العام الماضي في قيادة حملة منظمة لعزل إيران، عقب تدخلها في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية بسبب إعدام الإرهابي الشيعي «نمر النمر»، من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية ومنع الرعايا من السفر إلى طهران.

عزلها دوليًا

وفي هذا السياق، دعت صحيفة «تايم» الأميركية الرئيس الأميركي الجديد إلى تبني استراتيجية أكثر توسعية تجاه طهران وعزلها دوليا، خارج نطاق الاتفاق النووي، وتحديدا التدخل الإقليمي المزمن من قبل إيران، لافتة إلى وجود حملة ضغط جديدة على إيران يمكن أن تساعد في تحويل دفة الأمور، لا سيما أن الولايات المتحدة ليس لديها نقص في الأدوات للتأثير على سلوك إيران.

واستطردت «تايم» بأنه يمكن لإدارة ترمب التحرك سريعًا عن طريق إنفاذ حظر السفر المفروض على شخصيات بارزة في القيادة الإيرانية، مثل قاسم سليماني، الذي ظهر في حلب والفلوجة وبالقرب من الموصل، والتقى مع نظرائه مؤخرا في روسيا، ناهيك عن تضييق الخناق على إطلاق الصاروخ الباليستي والشحنات المتواصلة من الأسلحة إلى اليمن، التي تنتهك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة.

ترمب وإيران

أصابت طهران حالة من الرعب عقب تنصيب ترمب الذي لم يخف نواياه تجاه إيران؛ فقد كانت انتقاداته للاتفاق النووي فقرة رئيسية في خطاباته خلال حملته الانتخابية، وهو ما انعكس بقوة على اختياراته لمساعديه، وهو ما ترجمه تصريح وزير الخارجية جواد ظريف بأن إيران مستعدة وسوف تفاجئ ترمب في حال قيامه بالاقتراب من الاتفاق النووي.

واختار ترمب شخصيات معادية بشدة لإيران في إدارته المقبلة، أبرزهم الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس لتولي منصب وزير الدفاع (البنتاغون)، كما اختار ترمب الجنرال المتقاعد مايكل فلين، مستشارا للأمن القومي، والذي عارض الاتفاق النووي بشدة وأفرد القسم الأكبر من شهادة له أمام اللجنة الفرعية لـلشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مجلس النواب الأميركي العام الماضي، لمهاجمة إيران التي اعتبرها «خطرًا واضحًا على المنطقة والعالم».

مغازلة الخليج

ونظرًا لإدراك إيران حجم الخطر الأميركي الذي يواجهها بعد تنصيب «ترمب» حاولت طهران مغازلة دول مجلس التعاون وعلى رأسهم السعودية، بتصريحات إيجابية خرجت من كبار المسؤولين الإيرانيين، آخرها ما ذكره وزير الخارجية جواد ظريف – بمنتدى «دافوس» الاقتصادي – من أنه لا مبرر لأن تكون العلاقات بين إيران والسعودية عدائية، وأنهما يمكن أن يتعاونا في حل أزمات سوريا واليمن والبحرين، وكشف ظريف للمرة الأولى عن تعاون حدث بينهما، وصفه بـ«الطيب» لحل أزمة الرئاسة اللبنانية.

وقبل ذلك بيوم، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني لرغبة بلاده في إقامة علاقات جيدة مع مجلس التعاون الخليجي، وأن 10 دول عرضت التوسط لوقف الخلاف بين السعودية وإيران، مشيرا إلى إمكانية عودة «العلاقات»، إذا غيرت السعودية سياساتها في المنطقة.

فيما أوضح علي شمخاني – أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني – حرص طهران على بقاء واستقرار «النظام السعودي»، مشددا على أهمية التصدي لنمو التطرف والدفاع عن وحدة أراضي دول المنطقة، منعا لسيطرة الفكر الإرهابي عليها وتهديد المصالح الاستراتيجية للعالم الإسلامي.

تطبيع بعيد المنال

ورغم التغير الملحوظ في اللهجة الإيرانية في خطاباتها تجاه الخليج، وسعيها للوساطة لحل الأزمة بينها وبين الرياض، إلا أن عددا من الخبراء يرون أن التطبيع بين السعودية وإيران ما زال بعيد المنال، كما أن العداوات القديمة قد تعني أن أي محاولة للتقريب بين البلدين لن تنجح، بحسب إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله».

وتحدثت الإذاعة عن أن البلدين إذا نجحا في تذليل العقبات بينهما، فإن النتيجة قد تكون جديدة وأكثر إيجابية في فتح صفحة جديدة بالنسبة لـلشرق الأوسط، متوقعة أن تتسبب العداوات القديمة بين الرياض وطهران في إفشال أي محاولة للتقريب بينهما.

(الخليج العربي)

شاهد أيضاً

محفزات و كوابح استمرار ايران في دعم روسيا في الحرب على أوكرانيا

للكاتبة: رانيا مكرم، باحثة – مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أثار الانخراط الإيراني المباشر في …