جريدة الرياض: المعارضة تجتاح إيران

أظهر الموقع الإخباري الحكومي “إنصاف نيوز”، في تحليل مفصل، خوف ورعب نظام الملالي من الشعبية الاجتماعية وقدرة مجاهدي خلق في إيران على إسقاط الملالي. وجاء في تحليل هذا الموقع الذي يحمل عنوان “لا ينبغي الاستهانة بمنظمة رجوي” وجاء فيه: “سيكون مجاهدو خلق أكثر فاعلية مما توقعنا في التطورات الحالية والمستقبلية للاستيلاء على السلطة، فهم الخيار الأخطر وربما الأكثر استعدادًا”.

وأوضح التحليل أن الكراهية المتراكمة ضد الحكومة من 2009 إلى 2019، إلى جانب تاريخ التنظيم من خلال الدعاية لإعدامات 1988 وانتشار الفقر، فتح الباب أمامهم لتجنيد أعضاء لهم. يبدو أنه خلال احتجاجات 2019، أينما كانت تثار اضطرابات في ضواحي طهران، يظهر وجود فرقهم الميدانية. كما في الدول الغربية، أصبح وجود الجيلين الثالث والرابع لهم أكثر وضوحًا”.

حضور في الميدان

وذكر التحليل: “يبدو الآن أن العناصر الميدانية بالآف الأشخاص. إنها المعارضة الوحيدة غير العرقية، ولها تجربة في حرب المدن. كذلك لها تاريخ من التفاعل العملياتي المكثف مع الجيش. كما أن لديها أموال للتجنيد. هيكل منظمة رجوي مناسب لحرب المدن. إذا ذهبوا إلى مستشارين خبراء في المجال العسكري مثل ما لديهم الخبرة في المجال القانوني والإعلامي والدبلوماسي، فقد يظهرون أداءً أفضل على الأرض من فشل عمليات المرصاد (الضياء الخالد عام 1988)”.

ثبات واستمرارية

مازال صوت الشعب ينطلق من 280 مدينة مُردداً هتافات تندد بالنظام الاستبدادي الفاسد، بينما تستمر الحملة الانتقامية التي يشنها النظام ضد المنتفضين بهدف إنهاء انتفاضتهم التي يبدو أنها لن تنتهي إلّا بإسقاطه.

وحتى الآن، قَتل حرس الملالي وقوات الأمن الأخرى ما لا يقل عن 750 شخصاً، وعلى الرغم من استمرار القتل والقمع فشل الملالي في إخماد الانتفاضات، واستمرت المقاومة في النمو والانتشار، والسؤال المطروح اليوم: لماذا تشهد إيران اليوم هذا الغليان الشعبي؟ وما هي النهاية المحتملة؟

هذه الانتفاضة مدعومة بمحركين كبيرين، المحرك الأول هو السخط المستمر منذ فترة طويلة لدى الشعب الإيراني على نظام الملالي الحاكم، لقد أدى سوء الإدارة الحكومية والفساد إلى انتشار الفقر والبطالة والتضخم والظلم وتفشي الفساد في كافة مفاصل الدولة، وقبل كل شيء، أدى إلى فرض وضع كارثي على المرأة. إن المجتمع الإيراني على وشك الانفجار، والشعب مصمم على رؤية تغيير كبير في أمّته.

المحرك الثاني هو وجود مقاومة منظمة تقف على الخطوط الأمامية للاحتجاجات اليوم بعد مواجهة النظام لمدة أربعين عاماً.

تلعب هذه المقاومة دوراً فاعلاً للغاية في تنظيم وتوجيه الاحتجاجات في الشوارع.

هذان المحركان، إلى جانب عوامل أخرى، يضمنان أن إيران لن تعود إلى الوضع الذي كانت عليه قبل سبتمبر 2022.

تحول مثمر

اليوم، تسمع هتافات “الموت لخامنئي” في جميع أنحاء إيران، هذا التنصل غير المسبوق من المرشد لإيران يمزق هيبة النظام، لم يعد الناس خائفين من النظام، بل أصبحوا يمتلكون الجرأة الكاملة على المطالبة بإسقاطه علناً.

انضمت إلى المتظاهرين قطاعات مختلفة من المجتمع، كالفنانين والرياضيين، الذين لم يشاركوا سابقاً في الاحتجاجات بسبب الانتماءات السياسية أو الاقتصادية أو المهنية. كما كانت هناك انشقاقات كبيرة في صفوف قوات أمن النظام، ورفض معظم رجال الدين البارزين في إيران دعم المرشد الأعلى علي خامنئي خلال الانتفاضات.

والأهم من ذلك، أن البرلمان الأوروبي قد صوّت للتو على تصنيف حرس الملالي (أو ما يسمى بميليشيا الحرس الثوري) كمنظمة إرهابية لانتهاكاته لحقوق الإنسان. هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة الخزي والارتباك داخل النظام.

حلول الملالي

ولكي يتمكن النظام من إخماد الانتفاضة، يجب عليه خنق المحركين اللذين يقودانها، لكن إيقاف المحرك الأول يعني أن ملالي إيران يجب أن يفعلوا ما فشلوا في فعله خلال أربعة عقود: إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية حقيقية، وإنهاء القمع، والدخول في علاقات دولية طبيعية لإزالة العقوبات.

وبما أن إصلاح نفسه غير مرجح ومستبعد جداً، فإن النظام سيحاول بلا شك إيقاف المحرك الثاني من خلال محاولته سحق منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية.

لكن النظام يخطئ في تقدير وضعه، إذ تظهر انتفاضة الشعب ثلاث حقائق مهمة:

• أولاً: الشعب يسعى لإسقاط الدكتاتورية بكاملها. لهذا السبب تركزت الشعارات ضد المرشد الأعلى علي خامنئي والنظام الاستبدادي، ويعرف الشعب الإيراني بالفعل أن هذا النظام لا يمكنه إصلاح نفسه.

• ثانياً: لن يوقف هذا النظام طوعاً قمعه للشعب، إنه يفهم فقط لغة الحزم والقوة.

• ثالثًا: يرفض الناس بشدة أي نوع من الدكتاتورية -بما في ذلك العودة إلى عهد الشاه-. الشعار التالي الأكثر شعبية بعد “الموت لخامنئي” هو “لا نريد الشاه ولا الشيخ”.

توافق الإيرانيين في الداخل والخارج

والشتات الإيراني في الخارج لهم نفس المطلب، وقد حمل الحشد الذي اجتمع مؤخراً خارج البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ لافتات كبيرة كتب عليها “لا نريد الشاه أو المرشد”.

هذا الرفض لحكومة شبيهة بالشاه نابع من تاريخ مرير، عندما بدأت الانتفاضة ضد الشاه الأخير في عام 1978، تم إعدام أو سجن جميع المناضلين من أجل الحرية، سمح ذلك للملالي بالاستيلاء على إيران وإقامة نظامهم الاستبدادي. لذلك، على عكس ثورة 1979، فإن الشعب الإيراني ينأى بنفسه الآن عن أي نوع من الدكتاتورية.

وتتحد القوى السياسية الديمقراطية في إيران حول ركائز ثائبتة وتتقدم إلى الأمام، هذه الوحدة قوية داخل البلاد وتضامن من بخارجها ليقرب الإيرانيين والعالم إلى الهدف النهائي المتمثل في إسقاط النظام.

نقلا عن “جريدة الرياض”

شاهد أيضاً

الجمهورية الإسلامية

أعدمت الجمهورية الإسلامية 19 سجيناً على الأقل في الأيام الخمسة الماضية

وبحسب التقرير الواردة، أعدم النظام القضائي في جمهورية إيران الإسلامية ما لا يقل عن 19 …