“ذي إنترسيبت”: أمريكا وضعت خططاً طارئة لضرب إيران

نشر موقع “ذي انترسيبت” مقالاً، أعدّه كين كيلبستين، قال فيه إن البنتاغون أعدّ خططاً طارئة للحرب مع إيران.

 ففي كانون الثاني/ يناير، نظمت الولايات المتحدة و إسرائيل أكبر مناورات عسكرية في التاريخ، هذا إلى جانب ما خصصه الجيش الأمريكي من نفقات على عمليات طارئة تتعلق بخطط حرب ضد إيران، وذلك حسب وثائق سرية من الميزانية السنوية للبنتاغون، وتتحدث عن خطط طارئة وبرامج خاصة، اطّلع عليها موقع “ذي انترسيبت”.

وحملت الخطط الطارئة اسماً سرياً، وهو “دعم الخفير” (سبورت سينتري)، ومول عام 2018 و2019، حسب دليل صدر للسنة المالية 2019، ويصنف “دعم الخفير” بأنه “كونبلان”، أو خطة مفهوم وخطة طارئة واسعة للحرب، والتي طورتها البنتاغون تحسباً لأزمة طارئة.

 ولم يتم الكشف عن خطة “دعم الخفير”، ولا يعرف حجم ما أنفقته البنتاغون على الخطة خلال السنوات الماضية. وعندما سئل عن البرنامج، وإن كان لا يزال قائماً، قال الميجر جون مور، المتحدث باسم القيادة المركزية (سينتكوم): “كسياسة، لا نعلق على خطط بعينها. ولا تزال إيران المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وهي تهديد للولايات المتحدة وشركائها. ونراقب بشكل ثابت خطوط التهديد، وبالتنسيق مع شركائنا في المنطقة، ولن نتردد بالدفاع عن مصالح الأمن القومي الأمريكية بالمنطقة”.

ويعتبر برنامج “دعم الخفير” واحداً من برامج الدعم المتزايدة التي تقدمها أمريكا لموقف إسرائيل المتشدد من إيران. وقال السفير الأمريكي في إسرائيل توم نايدز، وبشكل واضح: “يمكن لإسرائيل، ويجب عليها أن تفعل ما تريده، ونحن وراءهم”.

ومع انهيار الدبلوماسية الأمريكية في ظل ترامب، قامت البنتاغون بضم إسرائيل، وبطريقة سرية، إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية، وجعلتها بشكل رسمي مع الدول العربية في الشرق الأوسط. ولم تغير ادارة بايدن من التعديلات التي جرت في عهد ترامب، وكانت نتاجاً لاتفاقيات التطبيع مع دول عربية.

 وتعاونت الولايات المتحدة وإسرائيل، في الأشهر الأخيرة، بعدد من المناورات العسكرية، والتي يقول المسؤولون الإسرائيليون إنها مصممة لفحص هجوم عسكري محتمل ضد إيران. وقالت داكوتا وود، الباحثة الرسمية في برامج الدفاع بمؤسسة التراث، إن الخطط الطارئة هي “تصور عام ومفهوم طموح لخطة تحرك ضد عدو”. ففي عام 1994 طلبت البنتاغون خطة مفهوم “كونبلان” للقيام بعملية عسكرية في هاييتي. وبحلول تموز/ يوليو غزت القوات الأمريكية، وأطاحت بالرئيس المنتخب جين بيرتران أرستيد.

وأشار الدليل إلى أن “دعم الخفير” هو “كاو”، أو كلفة عنصر الحرب. وقد يكون الموقف هو تحضير الجيش خطط مفهوم طارئة لكل شيء، إلا أن الأمر ليس كذلك حسب وود، نظراً لمحدودية المصادر، ولا يمكن لأي قيادة عسكرية تحضير خطط مفهوم لكل شيء.

وتقترح خطة “دعم الخفير” أن الولايات المتحدة تتعامل مع الخطر النابع من إيران بشكل جديد يدعو لبناء خطة. ومجرد وجود خطة فإنها تقود لتداعيات مثل المناورات العسكرية. وفي عام 2018 انسحب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران. وبعد ذلك بعام نشر تغريدة فيها صورة تكشف عن لقاء حكومي مخصص لإيران، وفيه عبارة: “العقوبات قادمة”، في إشارة لمسلسل لعبة العروش التلفزيوني. وفي ظل بايدن لا تزايد السياسة الأمريكية، كما كانت في السابق. وفي كانون الثاني/ يناير أمر ترامب، وقبل حفلة تنصيب بايدن، لإعادة إسرائيل للقيادة المركزية.

 ومن الناحية التاريخية شملت الولايات المتحدة إسرائيل في قيادتها المركزية بأوروبا “إي يو كوم” من أجل تجنب التوتر مع حلفائها في الخليج مثل السعودية. وكان القرار واحداً من الطلقات الأخيرة لإجبار إدارة بايدن على التخلي عن المفاوضات، وتبني إستراتيجية أقصى ضغط ضد إيران.

وأشار مركز لأبحاث الكونغرس إلى أن نقل إسرائيل للقيادة المركزية جاء بسبب تحسن علاقاتها مع الدول العربية، وإمكانية تنسيق مفتوح لمواجهة إيران. وجاء قرار ترامب في أعقاب تحرك بالكونغرس دَعَمَه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، مثل السناتور توم كوتن، لدراسة نقل إسرائيل لمسؤولية القيادة المركزية.

 وتوسع التعاون العسكري الأمريكي- الإسرائيلي في ظل بايدن ليشمل المناورات البحرية. وبحلول آذار/مارس 2021 نظم الأسطول الخامس أول مناورة تزويد سفينة بحرية إسرائيلية بالوقود. وفي نيسان/إبريل أطلقت البحرية الأمريكية طلقات تحذيرية في مياه الخليج. وفي آب/أغسطس 2021 نظّم الأسطول مناورة مع البحرية الإسرائيلية لمدة أربعة أيام. وقال تريتا بارسي، المدير السابق للمجلس الوطني الإيراني الأمريكي، إن كلاً من هذه الخطوات تبدو صغيرة، لكنها مجموعة تعتبر تصعيداً خطيراً.

وقال لويد أوستن، وزير الدفاع، إن هذه المناورات كانت غير متخيلة وخارج التصور قبل عدة سنوات. وفي كانون الثاني/يناير نظمت أمريكا وإسرائيل أكبر مناورة عسكرية “جونيبر أوك”، وشارك فيه 6.500 جندي أمريكي، و1.500 جندي إسرائيلي، و140 مقاتلة وحاملة طائرات ومناورات بالذخيرة الحية و180.000 رطل من الذخيرة الحية.

 وأكد المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إن المناورة لم يقصد فيها التركيز على عدو بعينه، أو التهديد، وكان الغرض منها العمل معاً، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن المناورة هي تسخين لمواجهة مع ايران. وشملت المناورات تزويد مقاتلات أمريكية للمقاتلات الإسرائيلية بالوقود في الجو، وهي قدرات لا تملكها إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وكذا إلقاء مقاتلة بي-52 قذائف خارقة للخنادق، والتي صممت للمواقع النووية الإيرانية. وردت إيران بمناورة عسكرية خاصة بها.

وقال بارسي: “أرادت الولايات المتحدة إرسال رسالة لإيران، مفادها أنه حتى لو لم يكن لواشنطن شهية للحرب فنحن مستعدون لدعم إسرائيل، وهو ما تقوم به”. وفي الوقت الذي يعارض فيه الأمريكيون إيران نووية إلا أنهم يفضلون حلاً دبلوماسياً، كما كشف استطلاع أخير.

شاهد أيضاً

الجمهورية الإسلامية

أعدمت الجمهورية الإسلامية 19 سجيناً على الأقل في الأيام الخمسة الماضية

وبحسب التقرير الواردة، أعدم النظام القضائي في جمهورية إيران الإسلامية ما لا يقل عن 19 …