الخلاف على الموارد المائية بين أفغانستان وإيران

نقلت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية عن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”، تحذير الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، حكومة أفغانستان، الخميس 18 مايو الجاري، من انتهاك حقوق المياه للشعب الإيراني على نهر هلمند المشترك.

وفي ضوء ذلك، يحاول هذا التقرير تسلط الضوء على خلفية وتبعات صراع المياه بين إيران وأفغانستان، فوفقًا لموقع صحيفة “اندبندت” البريطانية، تؤثر الأزمات المائية الداخلية في إيران على العلاقات مع الدول المجاورة، خاصة أفغانستان.

ويرجع الخلاف حول المياه بين إيران وأفغانستان على مياه “نهر هلمند”، وهو صراع مستمر منذ أكثر من قرن، ويُعد “هلمند” أطول نهر في أفغانستان ينبع بالقرب من “كابول” ويصب في بحيرة هامون على الحدود مع إيران، التي يقع الجزء الأكبر من البحيرة في أراضيها، كما أنّها تُعد أكبر بحيرة للمياه العذبة في إيران. وتتهم “طهران”، “كابول” بانتهاك حقوقها المائية، بحجة أنّ كمية المياه التي تتدفق إلى إيران أقل بكثير من الكمية المتفق عليها، فيما رفضت أفغانستان ذلك الاتهام.

وذكرت صحيفة “الوطن” البحرينية أنّ الحكومتين الإيرانية والأفغانية أبرمتا اتفاقية اقتسام مياه هلمند في 1972، والتي جرى بموجبها الاعتراف بحق إيران في حصة من مياه النهر تعادل 26 مترًا مكعبًا من مياه نهر هلمند في الثانية، أي 850 مليون متر مكعب سنويًّا، مقابل إمداد أفغانستان بالكهرباء. فيما قررت “كابول” تشييد سد “كمال خان” في 1996على مسار النهر لأجل توليد حاجتها من الكهرباء، وذكرت إيران أنّ السد سيقلل من تدفق نهر هلمند.

وأتمت أفغانستان بناء السد في 2014 وأعلنت حكومة الرئيس الأفغاني “أشرف غني” -آنذاك- أنّه لم يعد من الممكن حصول إيران على حصتها من مياه نهر هلمند بسبب التغيرات المناخية التي أثرت على مستويات تدفق النهر.

وأبرز موقع “بي بي سي” أنّ إيران شهدت احتجاجات في مدن ومحافظات عدة عُرفت بـ”احتجاجات العطش” على مدار السنوات الأخيرة، نتيجة حالة الجفاف التي تعاني منها تلك المحافظات.

وفي السياق ذاته، أفاد موقع “فرانس 24″، أنّ سكان أصفهان نظموا مظاهرات للاحتجاج على الجفاف الحاد في 2021، وخلال العام الماضي، أعلنت إيران إغلاق معبر “إسلام قلعة دوغارون” الذي يربط بين مدينتي هرات الأفغانية ومشهد الإيرانية، والذي يعد أهم معبر حدودي تجاري بين البلدين وذلك بعد مناوشات بين حرس الحدود الإيراني وعناصر من حركة طالبان، حسبما أوردت وكالة “فارس” الإيرانية.

وأضاف موقع “العربية” أنّ الخلاف الإيراني-الأفغاني حول الماء يتمحور أيضًا حول نهر هريرود، الذي ينبع من الأراضي الأفغانية؛ حيث اتهم “أشرف غني”، “طهران” بعرقلة سد “سلما”، الذي جرى تدشينه على نهر هريرود، وتم بناء هذا السد بشراكة أفغانية-هندية، بهدف إنتاج 46 ميغاوات من الكهرباء، ومد أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في أفغانستان بالمياه.

الخلاف على الموارد المائية بين أفغانستان وإيرانومع استمرار خلافات “طهران” و”كابول” بشأن محاصصة المياه بين البلدين، انتقد “علي سلاجقة”، رئيس منظمة البيئة الإيرانية، سلوك حركة “طالبان” بهذا الشأن. وقال “داود ميرشكار”، مدير عام حماية البيئة في محافظة بلوشستان الإيرانية، العام الماضي، إنّه يُجري حاليًا بناء سد “بَخشباد” على نهر “فراه” في شمال أفغانستان، وبإنشائه في منطقة صابري، لن يبقى نصيب من المياه ليتدفق إلى بحيرة هامون في إيران، مُضيفًا أنّه عقب إنشاء سد “كمال خان” في أفغانستان، تم بناء العديد من السدود الكبيرة والصغيرة في هذا البلد، وتم توجيه المياه إلى الأراضي الزراعية في أفغانستان، ولكي تحصل إيران على حصتها من المياه، يتطلب الأمر دبلوماسية مائية قوية.

شاهد أيضاً

الجمهورية الإسلامية

أعدمت الجمهورية الإسلامية 19 سجيناً على الأقل في الأيام الخمسة الماضية

وبحسب التقرير الواردة، أعدم النظام القضائي في جمهورية إيران الإسلامية ما لا يقل عن 19 …