ردًا على إيران.. واشنطن تنشر صواريخ “هيمارس” في سوريا

قالت مجلة “فوربس” إن الولايات المتحدة نشرت منظومة صواريخ متنقلة في سوريا، من أجل الرد على أي تهديدات تواجه القوات الأميركية هناك، مرجحةً أن يتم توجيه هذا النظام الصاروخي ضد الميلشيات الإيرانية التي هاجمت الجنود الأميركيين في وقت سابق.

وأوضحت المجلة الأميركية أن هذه الصواريخ المعروفة باسم “هيمارس” بوسعها إلقاء 6 صواريخ موجهة على هدف بعيد بشكل متوالِ وسريع، قبل تغيير الموقع بسرعة لتجنب أي نيران انتقامية، مشيرةً إلى أن النظام الصاروخي قد ذاع صيته عقب استخدامه الناجح من قبل الجيش الأوكراني ضد القوات الروسية في 2022.

وتساءلت عن توقيت نشر هذه الصواريخ في سوريا، وعمّا إذا كان الجنود الأميركيون بحاجة لها لأجل الردع أو تنفيذ ضربة.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أقرت في أواخر أيار/مايو، بنشر عدد غير محدد من هذه الراجمات في سوريا، وذلك رداً على “زعم” الصحافة التركية بأن واشنطن نقلت الصواريخ لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حليفتها في مواجهة تنظيم “داعش”.
ويقول مدير قسم الاستراتيجية والابتكار لدى معهد نيولاينز نيكولاس هيراس، إن الولايات المتحدة تعتزم “استبقاء” حامية لها في شمال شرق سوريا، لفترة طويلة، وتحتاج هذه الحامية “لحماية قوية بحيث يمكنها الرد بسرعة على أي تهديد على الأرض، وهذا ما تؤمنه منظومة صواريخ المدفعية العالية الحركة”.

وأضاف أن نجاح هذه الصواريخ في أوكرانيا ضد القوات الروسية، وجه رسالة مفادها بأن واشنطن “ترى نيران المدفعية من أي قاعدة عسكرية برية روسية، أو من قبل القوات المدعومة من قبل روسيا، تمثل تهديداً بالنسبة لها”.
من جهته، يرى المحلل المتخصص بقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة استخبارات المخاطر ريان بول أن الصواريخ “ستوجه على الأرجح ضد القوات المدعومة من قبل إيران، والتي استهدفت الجنود الأميركيين في السابق”.

وقال بول: “ثمة ردع بطريقة غير مباشرة تقوم من خلاله الولايات المتحدة بإظهار استعدادها لإرسال أصول عالية القيمة إلى سوريا حتى ترى روسيا والنظام السوري بأن أسلوب مضايقة الولايات المتحدة لن يدفعها لسحب قواتها”.
وأضاف: “أعتقد بأن ذلك يصب ضمن الأسلوب الأميركي العام الذي يعتمد على نشر المعدات بهدف تنفيذ عمليات تقليدية”، وكذلك “لتوجيه رسالة للخصوم مفادها أن القوات الأميركية في سوريا لن تبارح المكان قريباً”. وتابع: “وبالطبع تحاول الولايات المتحدة تذكير خصومها بأنها عبر نشر هذه المعدات، حال حدوث أي تصعيد، ستلحق بالمجموعات التابعة لإيران وسوريا وروسيا خسائر خطيرة”.

واعتبرت الصحيفة أنه “نادراً” ما تقوم واشنطن بنشر أسلحة ثقيلة في سوريا، لأنها تعتمد على الغارات الجوية لدعم “قسد” في عملياتها.

وكانت الولايات المتحدة قد نشرت في حزيران/يونيو 2017، صواريخ “هيمارس” في قاعدة التنف على المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي، عبر الأردن، عقب إطلاق القوات الأميركية نيرانها على قوات مدعومة من قبل إيران، لتمنعها من الاقتراب من القاعدة.

وبحسب بول، فإن مدى هذه الصواريخ يفيد “الردع”، حيث أصبح بإمكان القوات الأميركية “تهديد المواقع الإيرانية أو التابعة للنظام السوري من مسافة أبعد، وذلك حال تعرضها لأي هجوم في المستقبل”.

وقال إنه في الوقت الحالي، “فإن واشنطن تعزز وجودها في سوريا، لمنع الإيرانيين من زيادة عدوانيتهم، عقب تطبيع الجامعة العربية للعلاقات مع سوريا”. وأضاف: “في الوقت الراهن، يبدو بأن هنالك رغبة شديدة لدى الولايات المتحدة لتوسيع مهمتها العسكرية في سوريا أكثر مما هي عليه”.

شاهد أيضاً

حبيب دريس

القلق بشأن “تنفيذ” حكم الإعدام الصادر بحق الناشط الأحوازي حبيب دريس

بعد أنباء تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي عن نقل السجين المحكوم بالإعدام حبيب إدريس إلى “الزنزانة …